وقد تم فى عهد سعيد إنشاء سكة حديدية بين القاهرة والسويس، كما منح امتياز المراسلات البرقية إلى شركة التلغراف الشرقية. وأنشئ بنك مصر فى عام ١٨٥٤ (١). وليس من شك فى أن أهم حادث فى عهده هو إعطاء امتياز حفر قناة السويس لفرديناند دليسبس عام ١٨٥٦. وقد استطاعت الديبلوماسية الإنجليزية أن تحول دون تصديق الباب العالى على هذا الامتياز مدة سنتين، ولكن العمل فى هذا المشروع بدأ سنة ١٨٥٩ بفضل مثابرة الخديو سعيد. وقد سخر الفلاحون للعمل فى هذا المشروع. وسميت مدينة بورسعيد الواقعة عند الطرف الشمالى للقناة باسم سعيد باشا.
ونذكر أخيرا أن الدَّين المصرى بدأ فى عهد سعيد، فقد أدى الضيق المالى الذى نجم عن المساعدة الحربية التى قدمتها مصر لتركية وعن الأعمال الإنشائية العامة إلى أن تستدين مصر أكثر من ثلاثة ملايين من الجنيهات من أحد المصارف الإنجليزية. وكان هذا الفعل أول خطوة فى ذلك الطريق المشئوم الذى سار فيه إسماعيل باشا من بعده.
وفى عام ١٨٦٠ قام سعيد باشا برحلة إلى أوربا وحل محله فى غيابه ابن أخيه إسماعيل باشا ولى العهد المنتظر. وتوفى سعيد بالإسكندرية فى ١٧ يناير سنة ودفن فيها.
[المصادر]
(١) جرجى زيدان: مشاهير الشرق، القاهرة سنة ١٩١٠، جـ ١ ص ٣٣ - ٣٥.
(٢) على رشاد: أوربه إيله مناسبات خارجية من نفقته نظر ندن تاريخ عثمانى، الأستانة، سنة ١٣٢٩، ص ٧١٣ - ٧١٥
(٣) The Story of the Khedivale in ١٩ . Jahrhundert: E. Dicey، هالة سنة ١٩١٧، ص ١٤٩ - ١٥٣.
(١) هذا المصرف ليس "بنك مصر" القائم الآن والذى أنشئ سنة ١٩٢٠، وليس "البنك الأهلى المصرى" الذى أنشئ سنة ١٨٩٨ - والبنك المشار إليه فى المقال أغلق بعد إنشائه، ثم أعيد تأسيسه سنة واستمر حتى أغلق سنة ١٩١١ [مهدى علام]