أراد مذهب الوحدة الإسلامية الحميدى أن يصطنع هذه الجماعات فى سنة ١٩٢٥ بسبب مؤامرة انقلابية. وفى البلاد الإسلامية الأخرى، وعلى الرغم من بعض جهود الإصلاح الهامة من الناحية الأخلاقية (الهند) أو العقلية (الجزائر)، أصبحت الجماعات التى نحن بصددها فى حالة اضمحلال كامل، فالشعبذات لبعض المريدين من الطبقة الدنيا، جعلها كلها تقريبًا عرضة لعداوة الصفوة من المسلمين المحدثين.
ومع ذلك فإن الطرق، ومهما يكن فى مستواها من بعد عن المثل الأعلى للصوفية الأولين، فإن الدور الكبير الذى لم تنقطع عن أدائه فى الحياة الشعبية، المتواضعة العميقة للجماعة الإسلامية، يبشر بنتائج هامة لهؤلاء الذين أخذوا على أنفسهم أن يستعمقوا الدراسة النقدية لقواعد الطرق وكتاباتها. وقد أظهر بعض العلماء بأحوال الشعوب وانتشارها، مثل تريميرن Tremeame ووستر مارك Westermark أن كثيرًا من شعائر هذه الطرق مركب تركيبًا يقوم على قواعد لعبت فيه العبادات الإسلامية دورًا لم يكن متوقعًا. والحق إن هذه الشعائر إما أن تكون آثارًا بقيت من الجاهلية (كما فى الهند وجاوة) وإما أن تكون مؤثرات تسربت إليها من القائلين بمذهب حيوية المادة (مثل زار الكلشنية فى القاهرة، المستقى من قبائل الأزندة بالسودان؛ وقرابين عيسوية مكناس، على غرار البورى Bori عند قبائل الهوسة (الحوصة): انظر R.M.M جـ ٤٤، ص ١ - ٥٢). وسيكون لعلم العادات والتقاليد الشعبية المقارن ولعلم النفس التفاضلى على السواء شئ يستقيانه أيضًا من الأسانيد والوثائق المقدسة للطرق الإسلامية الكبرى (انظر Melanges R. Basset ١٩٢٣, جـ ١، ص ٢٥٩ - ٢٧٠؛ Journal de Psychologie ١٩٢٧، ص ١٦٣ - ١٦٨).
[مدخل إلى تصنيف الطرق الإسلامية]
لكى نضع محتويات هذا التصنيف فى موضعها من الحقيقة التاريخية، فلنذكر فى إيجاز أن المحاولات المنفصلة لإقامة حياة المعاشرة فى الإسلام لم