محمد باضطهاد أتباع المذهب الاسماعيلى فى غور، الأَمْرَ الذى أكسب غياث الدين محمد تأييد العباسيين المعنوى له ولأتباعه الغوريين فى شمالى الهند، فكان هذا كسبا للغوريين امتازوا به على يد شاهات خوازرم الذين انهارت مكانتهم فى نظر أهل السنة لموقفهم المعادى للخلافة ولميولهم القوية إلى الشيعة، على الأقل فى عهد علاء الدين محمد. ولقد كان لمبادئ الطائفة الكرامية شئ من السيادة فى غور فى مطلع العهد الغورى، واشتد كل من غياث الدين محمد ومعز الدين محمد فى تأييد المذهب الشافعى فى الفقه. ونهج الغوريون نهج الغزنويين فى رعاية الفنون. حتى إن علاء الدين عند تخريبه غزنة حرص أشد الحرص على جمع مؤلفات كبار الشعراء الغزنويين، وقد ضاع للأسف أكثر الشعر الغورى. بيد أنه كان من حسن الطالع أن بقيت بعض أعمال فخر الدين مبارك شاه وفخرى المدبر، المكتوبة بالفارسية. كما أن المجموعة المكتشفة حديثا والمسماة بخزينة الأسرار تتضمن شعرا بشتيا من العصر الغورى.
وإذا كان الغوريون قد حافظوا على ادب العصر الغزنوى فقد حافظوا أيضا على تراث هذه الحقبة فى مجال الفن والعمارة ونستدل على ذلك مما تبقى منها. ونهضت غزنة مرة ثانية بعد أن دمرها الغوريون وازدهرت أيام معز الدين. وكان غياث الدين محمد من البناة العظام ومن كبار مشجعى الفنون ومعمرى المساجد ومؤسسى المدارس والخانات فى خراسان، وفوق ذلك كله نجد الآن منارة جامع فيروزكوه رمزا لفن العمارة الغورى. هذا بالإضافة إلى غيرها من الأمثلة الحية فى هرات وغيرها.
[المصادر]
المصدر الرئيسى الأول هو "طبقاتى ناصرى" لجزجانى، كان معتبرا تاريخا للعالم إلا أنه فى الواقع تاريخ خاص للأسرة الغورية. ويمكن أن نضيف إلى هذا الكتاب كتب ابن الأثير والجوينى.