خضوع الأرض لسلطات رؤساء الإقطاع الأكراد. وحوالى سنة ١٨٩١ م، عهد شاكر باشا مؤخرًا على نفسه بتطبيق الإصلاح فى الأناضول، واستوحى فكرة تكوين فرق عسكرية كردية غير نظامية، مثل فرق القوزاق الروسية. وكان الهدف من الإصلاح ترويض الأكراد وربطهم بالحكومة العثمانية. ولم تكن المحاولة مقنعة؛ لأن القوات الحميدية المجندة قد تغير شكلها مؤخرًا إلى قوات نظامية مدربة (خفيف سوارى). فتكوين فرق الحميدية، قد أدى إلى جانب الدور الذى أعطى للأكراد والطموحات التى تطلعوا إليها، بأى حال من الأحوال إلى إثارة كبرى كما أدت إلى وقوع مذابح بين القبائل.
[العلاقات الأرمينية - الكردية]
وفى نفس الوقت، تغيرت العلاقات بين الأرمن والأكراد إلى الأسوأ. ولقد يتميز صيف ١٨٩٤ م بمعارك دموية بينهما عند صاصون انتهت بتدمير خمس قرى وكل إقليم تالورى (دالفورينخ) الذى يسكنه الأرمن. ولقد كانت أحداث صاصون أول حلقات سلسلة طويلة من استعراض القوة العسكرية والقمع الدموى، الذى ساهم الأكراد فيه بنصيب فعال. وفى سنة ١٨٩٥ م جرت محاولة للقيام بثورة بين الأكراد الهكارية، ولكنها سريعا ما أخمدت؛ ولم تكن هذه الثورة موجهة ضد المسيحيين. وبداية من القرن العشرين حتى الحرب العالمية الأولى، بدت العلاقة بين الأرمن والأكراد كما لو كانت إلى حد ما هادئة.
[القرن العشرون]
مع بداية القرن العشرين ظهرت فى أفق الأكراد شخصية بارزة خارج المراكز المعتادة للحركات الكردية. وهى شخصية إبراهيم باشا بن محمود بن تيماوى بن أيوب، رئيس قبيلة ميللى فى ولاية شاريوران (ما بين ديار بكر وحلب). وقد جعل إبراهيم باشا لنفسه تقريبًا. مركزًا مستقلًا. وحين أعلن دستور ١٩٠٨ م، أعلن الثورة وانسحب إلى جبال عبد العزيز حيث قتل هناك.
ولقد ثأر الأكراد بعنف حين أعيد فتح مسألة الحدود التركية - الفارسية.