هو الحسين بن محمد أبو عبد اللَّه من علماء الجبرية والمرجئة فى عصر المأمون، ولد ونشأ فى مدينة قُم، وكان حائكًا فى دار الطراز، وقيل كان يعمل بالموازين، ولم تذكر المصادر تاريخ ميلاده ووفاته. ولو سلمنا بحقيقة الرواية القائلة إنه توفى حُزْنًا على مناظراته مع النظام شيخ المعتزلة فمعنى ذلك أنه توفى فى القرن الثالث الهجرى والتاسع الميلادى.
كان النجار مريدًا وتلميذًا لبشر المريسى إلا إن هذا لم يمنعه من التأثر بضرار بن عمرو فى مسائل معينة وكتب ضرار عدد، من الكتب يهاجم فيها المرجئة، ولم يتبع النجار ضرارًا على نحو أعمى، فقد عارض عددًا من آرائه ووضع بدلًا منها آراء مناقضة.
لم تكن هذه صورة النجار التى رسمها التراث الإسلامى المنشق، فلم يجمع العلماء على الروايات الخاصة بأصول مذهبه، ويضيف الشافعى مذهبه ضمن المرجئة، ويعتبره
الشهرستانى من الجبرية ومن ناحية أخرى تعتبره كثير من الروايات من المعتزلة، وعدم الإجماع على مناظرات النجار يرجع إلى أن مسائل المناظرات التى اهتم بها أهل القلم كانت مختلفة فتارة توافق آراؤه آراء أهل السنة فى بعض المسائل وفى البعض الآخر توافق المعتزلة.
وعند تناول مناظراته بالشرح الوافى فإنها تجعله مميزًا عن العلماء المعاصرين، ففى رأيه، الإيمان يشمل معرفة اللَّه ورسله وأوامره والاعتراف بهذه الأشياء علانية، والإيمان يشمل عددًا من الخصال كل منها يتضمن الطاعة كما أن الإيمان الكاهل هو إجمالى الطاعة، والإيمان يزيد ولا يقل، ولا يضيع الإيمان إلا بالكفر، فمفهوم الإيمان عند النجار يوافق أهل السنة، ولكن يخالف المرجئة، وبالنسبة لصفات اللَّه فللنجار موقف خاص يختلف عن مؤيدى أهل السنة والمعتدلة، إذ أخذ برأى ضرار.
وبالنسبة لآرائه الجبرية، يرى النجار أن كل ما يحدث فى العالم هو