يراها بعد أن تزوجت زيدا إذ لم يكن الحجاب معروفا يومئذ. على أنه كان من شأنها بحكم صلة القرابة من ناحية وأنها زوج دعيه زيد من ناحية أخرى، أن تتصل به لصالحها ولتكرار شكوى زيد منها. وقد نزلت هذه الأحكام جميعا فأيدها ما حصل من زواج زيد لزينب وتطليقه إياها وزواج محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- منها بعد ذلك. هذه الأحكام التى ترفع المعتق إلى مكانة الحر الشريفة والتى تبطل حقوق الأدعياء وتقضى عليها بصورة عملية لا محل للبس ولا لتأويل بعدها. أفيبقى بعد ذلك أثر لهذه الأقاصيص التى يكررها المستشرقون والمبشرون ويرددها موير وإرفنج وشبرنجر وفيل ودرمنجم ولامنس وغيرهم ممن تناولوا كتابة حياة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-! لكنها شهوة التبشير المكشوف تارة، والتبشير باسم العلم أخرى، والخصومة القديمة للإسلام، خصومة تأصلت فى النفوس منذ الحروب الصليبية هى التى تملى على هؤلاء جميعا ما يكتبون، وتجعلهم فى أمر أزواج النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- وفى أمر زواجه من زينب بنت جحش يتجنون على التاريخ.
[زينب بنت خزيمة]
بنت الحارث الهلالية: إحدى زوجات النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- وقد كنيت بأم المساكين منذ الجاهلية؛ طلقها زوجها
الأول الطفيل بن الحارث، وقتل زوجها الثانى عبيدة بن الحارث فى غزوة بدر.
وتزوجها الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- فى الرابع من رمضان وأمهرها أربعمائة درهم، وتوفيت بعد ذلك بشهرين أو ثمانية أشهر، وهى أولى زوجاته المدنيات اللواتى توفين قبله، ودفنت بقرافة البقيع.