للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عروس، وإنه خرج فى التماس العلم فرحل إلى الشرق وهو فى السادسة عشرة من عمره، فلما عاد اعتنق (وهو فى بجاية) تعاليم الصوفى الأندلسى الشهير أبى مدين، ثم رجع أخيرا ليستقر فى موطنه الأصلى حيث عاش عيشة فاضلة فى صومعته الجبلية سالكا مسلك أهل الزهد.

ونكاد لا نعرف إلا شذرات من تعاليمه، إلا أنه هو القائل "أد فرائض الشرع وتجنب الكبائر" ويقال إنه نصح أحد مريديه حين سأله أن يسن له سنة الحياة الكريمة فقال له. "احفظ قلبك بعيدا عن مطامع الدنيا، واجعل حبك للَّه فوق كل ما سواه". ويقال أيضا إنه كان له تلميذ اسمه أبو الحسن الشاذلى جاءه ليجعل منه صوفيا زاهدا.

على أن تجاوز شهرته حدود قبيلته إلى كل الجزء الشمالى من المغرب إنما كان منذ القرن الخامس عشر فقط يوم ارتبطت حركة المرابطين بالشاذلية وقوى ساعدها فى مراكش، وحينذاك أصبح معدودا "قطب" الغرب نظير عبد القادر الجيلانى المعدود قطب المشرق، وأصبح الناس يزورون قبره فى الأيام الثلاثة التالية ليوم المولد النبوى ويوجد وصف شيق لهذه الزيارة فى السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر فى كتاب "المغرب المجهول" لمولييراس.

[المصادر]

(١) الشعرانى، الطبقات الكبرى، القاهرة ١٢٩٩ هـ، الجزء الثانى، ص ٦٠.

(٢) ابن عياد، المفاخر العلية، القاهرة ١٣٢٣ هـ، ص ١٠٦.

(٣) أحمد الكمشافانوى النقشبندى، جامع أصول الأولياء ترجم فى Graulle.

(٤) Brockelmaun: Geschichte, Leiden ١٩٣٧ - ٤٢, ٧٨٧

د. حسن حبشى [ر. لو تورنو R.Le Tournean]