فى عهده مرسوم احتفظ به فى قلعة طرابلس (من أعمال الشام) كما نجد جزءا منه فى قلعة الحصن؛ ويقضى هذا المرسوم بأن الزيادة فى المرتبات المستحقة للمماليك عن الفرق بين السنتين الشمسية والقمرية التى يجوز لورثتهم المطالبة بها إذا قضى هؤلاء المماليك نحبهم قبل انتهاء مدة خدمتهم تترك لأولئك الورثة (انظر المصادر).
وقد عمل على قتل أخوين من اخوته وأميرين من أعظم أمرائه شأنا. وتعرض يلبغا اليحيوى وإلى دمشق إلى مثل هذا المصير، فدبر الأمر مع غيره من ولاة الشام وأرسلوا خطابا إلى السلطان هددوه فيه بالعزل ولاموه لومًا شديدًا على ما ارتكب من شر، وردّ السلطان شعبان بخطاب يعتذر فيه عما بدر منه ويعد بإصلاح شأنه، إلا أنه كان يعد العدة فى الوقت نفسه للنيل من المتمردين؛ ولما أراد أن يقتل اثنين آخرين من إخوته حالت أمه وزوج أمه دونه ودون ما يريد؛ ورأى بعض الأمراء الآخرين الذين كانوا من أصدقائه أنهم مهددون بالقبض عليهم فجمعوا أتباعهم وغيرهم من الساخطين فى جوار القاهرة حتى لم يبق للسلطان من الفرسان إلا ٤٠٠ فارس، فلجأ هو وأمه إلى القلعة حيث اكتشف أمره وأخذ أسيرًا. ثم قتل بعد ذلك بيومين، فى الثالث من جمادى الآخرة سنة ٧٤٧ هـ (٢٠ من نوفمبر سنة ١٣٤٦ م). وقد برهن فى عهده القصير على أنه كان من أتفه الولاة الذين جلسوا على عرش مصر.
[المصادر]
(١) Geschichte der Chalifen: Weil, جـ ٤، ص ٤٦٢ - ٤٦٩ وسيرته فى الصفدى، مخطوط عربى ببرلين، رقم ٩٨٦٤, الورقة ٥١ (أ) والمنهل الصافى، مخطوط بباريس، القسم العربى، رقم ٢٠٨٠، الورقة ١٥٢ (أ) وانظر فيما يتصل بالمرسوم
(٢) M.Sobernheim فى Materiaux pour un corpus inscriptionum Arabiarum سورية الشمالية ص ٩٤ - ١٠٣، وانظر فى ذلك أيضا؛