للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بثمانى سنوات إشارة قصيرة إلى طهران التى كان قد زارها قبل غزو المغول. وكانت طهران حينذاك مدينة كبيرة بها اثنا عشر حيا، وكانت مساكنها مشيدة تحت سطح الأرض، وتحيط بالمدينة حدائق كثيفة الأشجار، ومن ثم كان موقعها منيعا، ولذلك آثرت الحكومة أن تصطنع الحيلة فى معاملتها للأهالى. وقد استشرت الفتن فى طهران مما حمل الأهالى على حرث حقولهم بالجرافات خشية أن يسرق جيرانهم ما يملكون من حيوانات. وقد شبه القزوينى (٦٧٤ هـ = ١٢٧٥ م) بيوت طهران بجحور اليرابيع (كانفقائى اليربوع) كما يؤيد رواية ياقوت عن أخلاق سكانها وطباعهم (انظر آثار البلاد، ص ٢٨٨).

ولاحظ جميع الكتاب المتأخرين أن بيوتها تقوم تحت الأرض، غير أن كربورتر Ker Porter (جـ ١، ص ٣١٢) يقول فى هذا الشأن إنه شاهد على مسافة تتراوح بين ٢٠٠ و ٣٠٠ ياردة من بوابة قزوين داخل المدينة: "رقعة فسيحة من الأرض مليئة بأعمال التنقيب العميقة الواسعة النطاق، أو لعلها كانت حفرا" تستخدم مأوى للفقراء وحظائر لدواب الحمل (انظر اللوحة رقم ٥٧ فى Hommaire de Hell). ولا شك أن فى ذلك إشارة إلى "دروازه ى نو" (ياقابق) القديمة التى تقوم إلى الجنوب منها الحى المعروف باسم غار (أى الكهوف). ويطلق هذا الاسم أيضا على الحى كله الممتد إلى الجنوب من طهران. ويمكن الرجوع فيما يختص بحياة سكان الكهوف التى فى جوار طهران إلى (Eastwick جـ ١، ص ٢٩٤: قرية إلى الشرق من جسر كرج) وإلى (Rock-dwellings at Rainah: Crawshay Williams فى مجلة الجمعية الأسيوية الملكية، سنة ١٩٠٤، ص ٥٥١، سنة ١٩٠٦، ص ٢١٧.

[نمو مدينة طهران]

كان نمو مدينة طهران نتيجة لاختفاء مراكز كبيرة أخرى تقع إلى جوارها. ويرد تاريخ اضمحلال الرى إلى الزمن الذى دمرت فيه على يد المغول عام ٦١٧ هـ (١٢٢٩ م). وذكرت طهران فى