ضعف هذا السلطان وهم: أمير مكة واليمن وأمراء آسية الصغرى، وشيوخ البدو فى شمالى الشام، فثاروا على ولاتهم الذين يحكمون أراضيهم تحت سيادة السلطان. على أن سيادة الخليفة والسلطان ظلت على ما هى عليه فى الشرق الأقصى والهند. وقد أرسل محمد بن طغلق صاحب دلهى مبعوثا إلى الخليفة يسأله أن يوليه مقاليد الأمر فى المدينة، وأعلن أنه من أتباع السلطان، كما طلب أن يرسل إليه بعض المتفقهين فى الشريعة ليزيدوا رعاياه معرفة بمبادئ الإسلام، فأجيب إلى طلبه عن طيب خاطر؛ وتأثر السلطان إسماعيل غاية التأثر بقتاله لأحمد وقتله حتى إنه لم يستطع أن يشفى من هذه العلة، وأدركته المنية سنة ٧٤٦ هـ (١٣٤٥ م) بعد أن مرض شهرين، ولم يكن إذ ذاك قد جاوز العشرين.
[المصادر]
(١) Geschichte d.Khalifen: Weil جـ ٤، ص ٤٥٢ - ٤٦١.
(٢) المنهل الصافى، باريس، المخطوط العربى، رقم ٢٠٦٨ - ٢٠٧٣ تحت مادة "الملك الصالح إسماعيل".
صبحى [سوبرنهايم Sobernheim]
[الملك الصالح]
عماد الدين إسماعيل ابن السلطان الملك العادل أبو بكر بن أيوب، ولد سنة ٥٩٨ هـ (١٢٠٢ م) ولم يذكر اسمه فى تقسيم الأراضى التى وزعها أبوه بين إخوته، وإنما ورد ذكر اسمه للمرة الأولى سنة ٦٢٣ هـ (١٢٢٦ م) نصيرًا لأخيه الملك المعظم عيسى، وقيل إنه أمير بصرى. وتوفى المعظم فوصل عماد الدين حبله بالملك الناصر داود، وكثيرًا ما نجده يقاتل إلى جواره. فقد صحبه فى الوقعة التى جرت بدمشق سنة ٦٢٦ هـ (١٢٢٩ م)، وأكره داود على التسليم فترك عماد الدين وفى حوزته إقطاعه بصرى. ونجده فى السنة التالية فى خدمة أخيه الملك الأشرف موسى الذى أنفذه لحصار بعلبك ونيط به أن ينتزعها من الملك الأمجد بهرام شاه. وأكره إسماعيل الملك الأمجد على