للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحاصر سرقسطة واستولى عليها إلا أنه وجد نفسه مضطرا للتخلى عن فكرة التوسع الإقليمى فى الاستيلاء على بعض المدن الأخرى التى فى يد النصارى.

ولقد مات عبد الرحمن بن معاوية فى قرطبة بعد ذلك بثلاث سنوات أعنى يوم ٢٥ ربيع الآخر ١٧٢ هـ (٣٠ سبتمبر ٧٨٨ م) دون أن يبلغ الستين من عمره، وكانت أحوال إمارة قرطبة من غير شك لا تزال مضطربة غاية الاضطراب، لكنه استطاع على أية حال أن ينظم أمورها إداريا وحربيا، وعلى غرار التنظيمات التى كانت سائدة فى دمشق زمن الخلافة الأموية السابقة، وقد ظل هذا النظام قويا طالما ظل المروانيون فى الأندلس محافظين على تقاليدهم الشامية.

وعلى أية حال فإن محالفة النجاح لعبد الرحمن "الداخل" قد تركت أثرا عميقا فى الشرق حتى لقد نعته الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور بصقر قريش نظرا لشجاعته وما طبع عليه من روح المغامرة.

[المصادر]

(١) E, Levi-Provencal: Histoire de L'Espagne musulmane, Leiden-Paris, ١٩٥٠ - ٥٣, I, ٩١ - ١٣٨

د. حسن حبشى [ليفى بروفنسال Levi-Provencal]

[عبد الرحمن بن سمرة]

عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى القائد العربى، كان اسمه فى الجاهلية "عبد الكعبة" فلما أسلم يوم الفتح سماه النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] عبد الرحمن وكانت أولى حملاته هى التى افتتح فيها سجستان سنة ثلاث وثلاثين هجرية خلفًا للربيع ابن زياد، والوارد فى المصادر العربية التى كتبت عنه، أنه لما استعمل معاوية ابن عامر على البصرة سيّر عبد الرحمن ابن سمرة إلى سجستان سنة ٤٢ هـ/ ٦٦٢ م لإعادة النفود العربى إلى ما كان عليه بها من قبل، وكان معه فى تلك الحملة الحسن البصرى والمهلب بن أبى صفرة وعبد اللَّه بن حازم وقطرى أبن الفجاءة ففتح زَرَنج وزمينى داور، وعقد صلحًا مع حاكم كرمان ثم