للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفيد أن فاطمة وثلاثة علويين آخرين قد دفنوا فيه، إلا أن المسعودى هو وحده الذى أشار لذلك، أما المقدسى فقد أدرج قبر فاطمة ضمن القبور التى ليس هناك اتفاق على موضعها، وهناك احتمال أنها دفنت فى الحجرة.

والشيعة -الآن- يقدمون التوقير والاحترام لفاطمة (سيدة النساء) فى مواضع ثلاثة: منزلها، ومقبرة البقيع، والروضة فى المسجد النبوى إلى جوار قبر الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-].

[صفات فاطمة]

كان لفاطمة (رضى اللَّه عنها) كنية غريبة هى (أم أبيها)، والتفسيرات التى دارت حول هذه الكنية تجعلنا نظن أن انتشارها كان بين الشيعة أساسا، ومن الواضح أن هذه الكنية لم تظهر إلا فى المراجع المتأخرة مثل أسد الغابة، وتقول مصادر -الشيعة الإمامى إنها سميت بأم أبيها لأنها علمت عن طريق الوحى أن اسم آخر واحد من سلالتها سيكون اسمه محمَّدا كاسم أبيها، وثمة تفسير آخر سنورده عند الحديث عن أسماء فاطمة.

وقد لفت المستشرق ماسينون الأنظار إلى وجود صلة بين عقيدة المسيحيين فى مريم باعتبارها (أم الرب) وعقيدة بعض المسلمين فى فاطمة (أم أبيها) فالكنيتان متناظرتان (١).

ومن المؤكد أن فاطمة لم تكن جميلة لأن المصادر سكتت عن منظرها بينما تحدثت عن جمال أختها رقية، واكتفت -أى المصادر- بأن ذكرت أن مشيتها كانت تشبه مشية أبيها (٢).


(١) لا شك أن هذا تعنت شديد فى الربط والتفسير فلم يقل أحد من المسلمين؛ سنة أو شيعة أن محمدا إله أو رب، وبالتالى فليس هناك وجه للمقارنة، كما أنه من المعلوم أن المسلمين يرفضون أى تأليه لمحمد أو عيسى عليهما السلام. المترجم
(٢) لا مجال فى الواقع لتأكيد ذلك أو نفيه ولا مبرر للخوض فيه، لكن المصادر على أية حال مجمعة على وسامة النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] وجمال خديجة (رضى اللَّه عنها)، كما أن الجمال نسبى، وما دام على كرم اللَّه وجهه قد رضى بها وأحبها، فما دخل الأستاذ المستشرق؟ ! المترجم