وترتبط بصيغة القسم فى القرآن الكريم عدة صيغ أخرى منها الصيغة التى تبدأ بالأداة "إذا"، التى تعنى "عندما"، وتتميز بنفس قوة القَسَم وإن كان معناها يختلف عنه. ومن خير نماذجها بداية سورة الانفطار: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٥)} (١ - ٥).
أما أطول نموذج فهو مطلع سورة التكوير الذى يبدأ بالآية الكريمة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١)} وينتهى بالآية {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (١٤)}.
أى أن الصيغة تتكون من أربع عشرة آية. وانظر أيضًا سورة الصف وسورة الأنشقاق، وسورة الزلزلة وغيرها. ومن الصيغ الأخري صيغة السؤال البلاغى الذى تبدأ به بعض السور، خصوصًا القصار منها، مثل {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١)} [الماعون] وانظر أيضًا سورة الشرح، وسورة الفيل وغيرهما، وصيغة الإنذار والتهديد مثل {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢)} (الهمزة) وانظر أيضًا سورة المطففين الآية الأولى والآية العاشرة وما بعدهما، وسورة الماعون (الآية الرابعة وما بعدها) إلى جانب نوع مختلف فى سورة المسد.
وهذا النموذج الأخير من الفقرة التى تبدأ بتعبير "ويل ل. . . " يستمر إلى جانب صيغة قرآنية مميزة تتكون على الأقل من ثلاث آيات، تبدأ الثانية منها بالسؤال البلاغى "وما أدراك ما. . . " مثل سورة القدر، وسورة القارعة، وسورة الشرح (الآية ٤ وما بعدها) وسورة الطارق التى تبدأ بقسم.
ب- الفقرات التى تشير إلى آيات اللَّه فى الخلق
كثيرًا ما تتحدث السور المكية وأوائل السور المدنية فى القرآن عن بعض الظواهر فى الطبيعة وحياة الإنسان باعتبارها "آيات" تدل على وجود اللَّه فى كل مكان والخير الذى يفيض به على الإنسان، وتدعو البشر إلى الاقرار بفضله ونعمه وعبادته وحده سبحانه وتعالى. وأكثر تلك "الآيات" تواترًا آيات