كان بنو شداد الذين لم يسجل لنا التاريخ عنهم إلا القليل، يحكمون أرّان من سنة ٣٤٠ هـ إلى سنة ٤٦٨ هـ (٩٥١/ ٩٥٢ = ١٠٧٥/ ١٠٧٦ م) حين كان معظم البلاد قد فتحها ملكشاه وضمها إلى أملاكه، على أن أفرادا من هذه الأسرة ظلوا يتولون أمر نواح مختلفة مثل كنجه وآنى اللتين اشتروهما من السلاجقة، وظلت الحال على ذلك حتى أواخر القرن السادس الهجرى (الثانى عشر الميلادى) على الأقل. والراجح أن بنى شداد كانوا من الكرد؛ وكانت أهم المدن التى تشتمل عليها أرّان هى: كنجه، وتفليس ودمرقيو، وقره باغ، وكان يطلق على أهل البلاد اسم اللكز أو اللسغيون.
وقد حدث فى سنة ٣٣٧ هـ (٩٤٨ م) أن وقع السلّار مرزبان محمد حاكم آذربيجان المسافرى فى الأسر أمام أسوار الرى فشاع الاضطراب فى تلك البلاد. وكان كل زعيم له أتباع يقيم نفسه واليًا مستقلا على مدينة أو ناحية ما، وكان من بين هؤلاء رجل يدعى محمد بن شداد بن قرطو، وما إن حلت سنة ٣٤٠ هـ (٩٥١ م) حتى استطاع هذا الرجل أن يقيم نفسه حاكمًا على دبيل أول الأمر، ثم غدا حاكمًا على آذربيجان بالفعل دون الاسم، وظل يحتفظ بها فيما يظهر مصونة حتى سنة ٣٤٤ هـ (٩٥٥ م) وهنالك أخذ سلطانه فى الاضمحلال؛ وفى سنة ٣٦٠ هـ (٩٧٠ م) خلفه ابنه فى ولاية أرّان فحسب، وكان يلى أمر كنجه حوالى هذا الوقت والٍ يسمى فضلون لعله كان أخا محمد بن شداد. وكان ابن محمد بن شداد بن قرطو هو أبا الحسن على بن جعفر لشكرى الذى حكم ثمانى سنوات وخلفه أخوه مرزبان الذى تولى الحكم سبع سنوات ثم قتله أخ ثالث لهما اسمه فضل بن محمد حسين وهو فى رحلة للصيد، وقد حمل فضلون الناس على محبته بحكمه الصالح، ومن أعماله المشهودة بناء جسر عظيم على نهر الرس؛ وتوفى فضلون سنة ٤٢٢ هـ (١٠٣١ م) بعد أن حكم ٤٧ سنة، وخلفه ابنه أبو الفتح موسى الذى دام حكمه ثلاث سنوات، خلفه بعدها على عرش البلاد