للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

غنى لا يصدقه العقل مما دعا الهمدانى إلى وصفها وصفا يفيض بالحماسة أما وجود أشجار الطرفاء والطلح والسنط فسمة تتميز بها المنحدرات الشرقية للسراة التى تحاكى الصحراء بيد أننا نجد علاوة على شجرة العيلب أشجار النخيل وأنواعًا عدة من أشجار الفاكهة ونبات القطن، كما نجد أنواعًا كثيرة من النباتات الطبيعية وغرس الحدائق، أهمها على وجه خاص النباتات العطرية التى تزرع فى الأرض القديمة (بلاد العرب السعيدة) من بلاد اليمن؛ أما شجرة اللبان الذائعة الصيت فلا تنتج الآن إلا الراتنج فى بعض نواحى اليمن؛ أما أشجار اللُّبَيْن (آكل نفسه) الشبيهة بالصبير، وأشجار البلسم وشجرة عدن ونخيل الدوم وشجرة التمر الهندى والراك وأنواع مخللفة من أشجار الراتنج والصمغ وأشجار الشوك والنباتات الزكية الرائحة، فمنتشرة انتشارًا واسعًا. ويزرع أيضًا فى منطقة السراة علاوة على أثمن شجرة تنبت فى بلاد العرب، وهى شجرة البن كما تقدم بنا القول، الكروم والنخيل وأنواع لا حصر لها من الفاكهة، والجويدار والقمح والشوفان والشعير والذرة وقصب السكر والتبغ والقات والبطاطس والكرنب والفول والتين. بيد أن ثمار الأرض هذه لا تسقط من السماء فى حجر أهل البلاد، بل هى على النقيض من ذلك لا تنتزع من الأرض فى غالب الأحيان إلا بعد كفاح، وإنما جهد آلاف السنين هو الذى جعل لهذه البقعة البديعة التى تنافس جبال الألب فى روعة مناظرها الطبيعية، تلك القيمة الاقتصادية التى تنعم بها الآن.

[المصادر]

(١) الهمدانى: صفة جزيرة العرب، طبعة D.H. Muller، ليدن ١٨٨٤ - ١٨٩١, ص ٤٨ و ١٩٣.

(٢) البكرى: المعجم، طبعة فستنفلد Wustenfeld , جـ ١، ص ٨، ١٠، ٨٥؛ جـ ٢، ص ٧٧٢.

(٣) ياقوت: المعجم، طبعة فستنفلد، جـ ٢، ص ٧٧ و ١٥١ و ٢٠٦؛ جـ ٣، ص ٦٥ و ٦٦ و ٥٥٦؛ جـ ٤، ص ١٠٢٠.