نقل إلى بغداد. وقاد حملة ضد الحمدانيين وتُوفى فى دقوقة. ولقد بنى ابن عمه قطب الدين المدرسة القطبية فى القاهرة. ولقد خلف أبا الهيجاء فى حكم عكا، كردى آخر من قبيلة الهكَّارية، وهو سيف الدين بن أحمد المشطوب. ولقد كانت لسلالته سيرة مثيرة، وقد أنهى ابنه أحمد حياته فى سجن حران، وقد تآمر حفيده القاضى عماد الدين ضد الملك الكامل الأمر الذى أدى إلى نفيه.
[جلال الدين خوارزمشاه]
فى سنة ٦١٤ هـ/ ١٢١٧ م أوقع أكراد جبال زاجروس هزيمة بقوات خوارزمية كان شاه خوارزم قد أرسلها من همدان إلى بغداد. وكانت حملات جلال الدين على خلاط قد أوقعت الاضطراب بهذا الإقليم، وعرضت سكانها الأكراد بسبب ذلك للمجاعة. ولمَّا هزم المغول جلال الدين وقاموا بتتبعه، التجأ جلال الدين مختبئا بين أكراد ديار بكر، لكنه قتل سنة ٦٢٨ هـ/ ١٢٣١ م، ومن المحتمل أن يكون قاتله من بينهم. وبعد موت جلال الدين، خرب المغول أراضى ديار بكر وخلاط. ونزل حشدٌ آخر مغولى من المراغة إلى أربيل تملك المنطقة التى تم غزوها ثلاث مرات. وفى سنة ٦٤٥ هـ/ ١٢٤٥ م خُربت شهرزور، وديار بكر فى سنة ٦٥٠ هـ/ ١٢٥٢ م.
[الإيلخانيات المغولية]
كان من النادر ذكر الأكراد تحت حكم إيلخانيات المغول. ولمَّا كان هؤلاء الحكام المغول -أول الأمر وثنيين وصاروا مؤخرًا مسلمين- فقد كانوا لذلك على وفاق مع المسيحيين، وقد كان لدى المسيحيين دواع كافية للشكوى من جيرانهم المسلمين وكان على الأكراد الذين تورطوا فى المشاركة فى حروب الأيوبيين أن يظلوا ملازمين لجبالهم آملين فى انتصار أعداء المغول.
وبعد أن ترك هولاكو همدان سنة ٦٥٥ هـ/ ١٢٥٦ م، توجه إلى بغداد. وعند كرمانشاه بدأ المغول فى القتل والتخريب. وقبل الاستيلاء على بغداد، أرسل هولاكو قوات لأخذ أربيل. فاستسلم حاكم هذه المدينة الحصينة تاج الدين صلابة، لكن الحامية الكردية