وهذا هو المعنى الاصطلاحى للكلمة. فكأنها تعنى "السر" وهذا هو المعنى الذى وردت به فى القرآن الكريم، . . . {إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ. . .}(سورة يونس - ٢٠)، {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ. . .}(الأنعام - ٥٩). فليس بوسع أحد معرفته أو إدراكه، {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا. . .}(الجن - ٢٦). والإيمان بالغيب والإيمان بما أنزل على الرسول من أركان الإيمان ومن سمات المؤمنين. وقد يكشف اللَّه عن جزء من "السر الإلهى" -كما هو الحال فى القرآن- وقد لا يكشف، {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ. . .}(آل عمران - ٤٤). وقد أطلق فخر الدين الرازى على تفسيره للقرآن اسم "مفاتيح الغيب". وهناك ما يسمى بعالم الغيب أى ما وراء الحواس فى مقابل "عالم الشهادة" أو "عالم الملك" أى العالم الذى تدركه الحواس.
ثمة استخدامات أخرى ورد فيها مصطلح "الغيب"
أ- الإمام عند الشيعة له علم بالغيب (أى العلم الصحيح).
ب - تحت نفس العنوان "مفاتيح الغيب" عالج أحمد الزرقاوى موضوع السحر والرجم بالغيب.
جـ - يستخدمه ابن عربى بمعنى "المعرفة الصوفية" كما أن الصوفية يفسرون الغيب على أنه ليشمل العوالم الثلاثة: الجبروت والملكوت واللاهوت.
وإذن فإن مصطلح "الغيب" قد يفهم بمعانى ثلاث:
(١) معنى دينى أى أمر اللَّه الذى يكشف القرآن عن جزء منه.
(٢) العالم غير المرئى حيث يحاول أهل السحر والتنجيم النفاذ إليه ولكنهم بذلك يرتكبون معصية.
(٣) عند الصوفية هو عالم ما وراء الحس والعقل المنطقى.
المصادر: وردت فى صلب المادة.
سعيد عبد المحسن [د. ب. ماكدونالد (ل. جرانديه) [D.B. Macdonald (L. Grandet)