والأهواز وفارس. وعاد الضحاك إلى الكوفة وظل ابن عمر فى واسط. وفى العام التالى لجأ أهل الموصل إلى الضحاك وطلبوا منه الاستيلاء على مدينتهم. ويقال إنه بعد انقطاع دام عشرين شهرا هبَّ وطرد والى الموصل من قبل مروان وسقطت هذه المدينة فى يده. وتجمع الجند حول الضحاك لأنه كان يجزل لهم فى الأعطيات. وجاءت فى روايات المؤرخين المشارقة -فيها شئ من المبالغة- إنه كان تحت إمرته جيش من ١٢٠ ألف مقاتل. وكان الخليفة وقتذاك فى الشام مشغولا بحصار حمص فأنفذ ولده عبد اللَّه لقتال ذلك الخارجى المظفر. وتقدم عبد اللَّه حتى بلغ نصيبين، ولكنه اضطر إلى الالتجاء إليها بعد قتال فاشل فحاصره فيها الضحاك. وخرج مروان بنفسه إلى ميدان القتال بعد أن استولى على حمص ولقى الضحاك عند كفرتوثا حوالى نهاية عام ١٢٨ هـ (حوالى شهر سبتمبر من عام ٧٤٦). واستمر القتال يوما بطوله، وقتل الضحاك كما قتل خليفته الخيبرى عندما حاول معاودة الهجوم، ومن ثم ارتد الخوارج إلى الموصل. وجاء فى رواية أخرى أن الضحاك والخيبرى لم يقتلا إلا سنة ١٢٩ هـ (٧٤٦ - ٧٤٧ م).
[المصادر]
(١) الطبرى؛ طبعه له غوى، جـ ٢، ص ١٨٩٧ وما بعدها.
(٢) ابن الأثير، طبعة تورنبرغ، جـ ٥، ص ٢٥٤ وما بعدها.
(٣) Gesch. der Chalifen: Weil جـ ١، ص ٦٧٨ وما بعدها.
(٤) Das arabische Reich: Wellhausen ص ٢٤٢ وما بعدها.
الشنتناوى [تسترشتين K.V.Zetterssteen]
[الضحاك]
ابن قيس الفهرى: شيخ قبيلة قيس ومن أنصار معاوية المتحمسين؛ خرج الضحاك سنة ٣٩ للهجرة (٦٥٩ - ٦٦٠ م) بأمر من معاوية على رأس حملة قوامها ثلاثة آلاف رجل لقتال أشياع علىّ فى الحجاز وقفل الطريق أمام الحجاج إلى مكة فأنفذ علىّ لقتاله