حجر بن على الكندى الذى أجبر الضحاك على الفرار. واختير الضحاك واليا على الكوفة سنة ٥٥ للهجرة (٦٧٤ - ٦٧٥ م) أو فى سنة ٥٤ هـ فى قول رواية أخرى. وصرف عن هذا المنصب فى عام ٥٨ هـ (٦٧٧ - ٦٧٨ م) بعد أن شغله بعض الوقت. ولما توفى معاوية عام ٦٠ هـ (٦٨٠ م) تولى الصلاة عليه وأطاع وصيته التى أوصى بها على فراش الموت وعمل على اختيار ولده يزيد خليفة له. ولما مرض معاوية الثانى اختار الضحاك لإمامة الناس فى الصلاة بدمشق حتى تتم مبايعة الخليفة الجديد. وكان للضحاك أيضا نصيب فى المؤامرات التى قامت فى دمشق عند وفاة معاوية الثانى عام ٦٤ هـ (٦٨٤ م) غير أن تفصيلات هذا الأمر كله ليست واضحة. ومات الخليفة دون أن يعقب ولدًا. وكان أقرب أقربائه أخاه خالد بن يزيد وكان حينذاك فى السادسة عشرة من عمره يؤيده خال يزيد حسان بن مالك بن بحدل الكلبى ذو السلطة والجاه. على أنه قد نودى بعبد اللَّه بن الزبير خليفة على العراق، وكان له أيضا أنصار كثيرون فى نواح أخرى. ثم إن مروان بن الحكم كان قد قصد إلى مكة ليقدم بنفسه ولاء الشآميين لابن الزبير فاستمع لإغراء عبيد اللَّه بن زياد بأن يتقدم هو الآخر الصفوف مطالبًا بالخلافة لأنه كان أعلى الأمويين سنًا وأكثرهم احترامًا. وتقول بعض المصادر إن الضحاك الذى كان آنئذ نائبًا للوالى فى دمشق كان فى جميع الأحوال ثابتًا على ولائه لابن الزبير، ويقول آخرون إنه آثر أن يظل على الحياد ليطالب بعرش الخلافة الخالى عندما تحين الفرصة الملائمة لذلك. ومهما يكن من شئ فإنه انحاز جهرة إلى ابن الزبير بعد شئ من التردد. وهناك رواية أخرى محتملة بلاشك تقول أن الداهية عبيد اللَّه أغراه بأن يطالب الناس بالولاء له، ومن ثم فقد ثقة الناس به، غير أنه سرعان ما تخلى عن هذه الخطة وانحاز الضحاك مرة أخرى إلى ابن الزبير. على أنه لما بويع مروان بالخلافة فى الجابية على شرط أن ينتقل عرش الخلافة بعد وفاته إلى خالد بن يزيد لم يكن بد من أن يِحسم هذا النزاع بعد السيف. والتقت الجيوش المتعادية فى