١ - التسمية: أثار أصل اسم "مدراس" جدلا كثيرا، وهناك تفسيران مقبولان لهذه التسمية. يشير أولهما إلى أن "الخرائط الأولى" للمنطقة توضح أن مدراس كانت مستوطنة إسلامية ومن ثم فإن هذا الاسم مشتق من كلمة "مدرسة" العربية. وتوضح خريطة فريّر (Fryer) فى نهاية القرن السابع عشر بيت الحاكم المبنى على الطراز الإسلامى وتعلوه قبة، ويحتمل أن هذا البيت كان المدرسة ذاتها فى الماضى. غير أن الكتيب الخاص بإدارة رئاسة مدراس يقدم تفسيرا بديلا وهو أن اسم "مدراس" باللغة السنسكريتية مشتق من "مَنْدَرادْزو"، وهو اسم حاكم محلى بلغة التيلوجو.
٢ - التاريخ: حتى بداية القرن الحادى عشر الهجرى (السابع عشر الميلادى) كانت مدراس مجرد قرية صغيرة يقطنها صيادون، وفى عام ١٦٣٩ حصل فرنسيس داى من شركة الهند الشرقية على "قطعة أرض طولها خمسة أميال وعرضها ميلا واحدا" فى قرية مدراس الصغيرة ليبنى عليها المدينة وحصن سان جورج ولتصبح نواة لمدينة مدراس الحديثة.
ظلت مدراس متابعة لرئيس مستوطنة بتنام فى جاوة حتى عام ١٦٣٣, حتى أصبحت رئاسة مستقلة. وفى عام ١٧٠٢ حوصرت مدراس على يد قائد عسكرى يدعى داود خان يعمل فى خدمة الإمبراطور أورانجزيب، حاكم دولة المغول الإسلامية، لكنه فشل فى اقتحامها بعد حصار استمر عدة أسابيع. وفى عام ١٧٤٣ تم توسيع حصن سان جورج وتقويته، إلا أن ذلك لم يمنع لابوردونيه Labourdonnais من الاستيلاء عليه فى عام ١٧٤٦. وبعد عامين، وبموجب معاهدة إكس شاييل استعاد البريطانيون مدراس، التى كانت تعد أكبر مدن جنوب الهند فى ذلك الوقت. وفى عام ١٧٥٨ قام الفرنسيون بمحاولة فاشلة ثانية للاستيلاء على مدراس، حيث تم احتلال المدينة ولكن الحصين لم يسقط، وبعد شهرين، اضطر الفرنسيون إلى الانسحاب. ومنذ ذلك الحين وحتى الاستقلال فى عام ١٩٤٧ ظلت المدينة بين أيدى البريطانيين.