إلى جانب أن السلسلة الجبلية نفسها تجتازها طرق شمال المغرب التجارية الهامة. . الطرق من فاس إلى طنجة، إلى سبته، إلى باريس، إلى نكور والى غساسة؛ وبذلك من الطبيعى أن تكون المنطقة عرضة لتأثيرات المدن المباشرة وغير المباشرة، وتكون مرتفعات جباله أو المناطق التى عُربت فى المغرب ولقد تميزت عليها التعريب بعدة عوامل أخرى، وهى:
١ - وجود العديد من القرى الكبيرة، المقاربة للمدن التى أصبحت مراكز ثانوية للثقافة القرآنية.
٢ - إقامة بعض الأشراف الأدراسة بين القرن الرابع. العاشر الميلادى بين جباله، وإقامة ممالك لهم بين الجبال بعد أن طردهم موسى بن أبى العافية المكناسى من فاس، أصبحت مراكز للثقافة الإسلامية المدنية.
٣ - لقد شكَّلت قبائل جبالة جانبًا مهما فى الجهاد ضد الأسبان، وعودة معظمهم يتحدثون بالعربية بعد اتصالهم بمدن الأندلس الإسلامية الكبيرة.
٤ - وأخيرًا، فإن نزوح ثوار الأندلس إلى المغرب واستقرارهم فى هذه المنطقة بداية من "ثورة الربض" فى قرطبة (سنة ٢٠٢ هـ/ ٨١٨ م) حتى القرن العاشر الهجرى/ السادس عشر الميلادى، فى المدن حول الجبال أو من قرى المناطق المرتفعة (تطوان، شغشوان) وقد جاءوا إلى تلك البقاع بلغتهم العربية ونفوذهم الثقافى والمادى الذى كان له تأثيره الكبير على المنطقة.
هذا ولقد انتشرت فى بلاد المغرب ثلاث لهجات عربية لهجة المدن، ولهجة المرتفعات واللهجة البدوية، وممكن إضافة لهجة رابعة لها وهى اللهجة اليهودية. وتختلف كل لهجة من هذه اللهجات عن الأخرى بسبب تأثر عربيتها باللهجة المحلية التى كانت تتحدث بها المنطقة قبل التعريب.
[٨ - الحياة الثقافية]
احتلت المغرب منذ نهاية العصور الوسطى، مكانًا خاصا فى المجال الثقافى فقد كانت لوقت طويل مميزة عن جاراتها ومنذ استقلالها السياسى فإنها بدأت تُظهر استقلالها أيضًا فى