خليفة. وإذا لم يكن قد سارع لبيعة الخليفة على فالسبب فى ذلك أنه كان ينتظر اتفاق الجماعة الإسلامية على بيعته. وعندما تمت البيعة ونشبت الفتنة نأى بنفسه عن الخلاف واتخذ موقف الحياد -وقد رفض الاعتراف بيزيد كولى للعهد لأن هذا المنصب كان بدعة من معاوية خالف فيها النظام. ولم يتول ابن عمر أى منصب هام فى إدارة الدولة الإسلامية باستثناء مهام محدد كلف بها، وربما تعمد العزلة من أجل أن يتفرغ للعبادة، ويقال إنه لم يقبل وظيفة القاضى خشية الزلل فى تفسير الشريعة- ومات فى عام ٧٣ هـ/ ٦٩٣ م وقد نيف عمره على الثمانين عاما بسبب تعفن جرح أصاب قدمه من طرف رمح لأحد جنود الحجاج أثناء تدافع الحجيج وهم عائدون من عرفات -وحين عاده الحجاج أثناء مرضه وسأله إذا كان يعرف الرجل الذى أصابه برمحه. وجه له ابن عمر اللوم لأنه سمح لرجاله بحمل السلاح فى الأماكن المقدسة- بما كان هذا اللوم أو التأنيب سببًا فى تواتر خبر أوردته بعض المصادر مفاده أن الحجاج كلّف قاتلًا ليصيب ابن عمر برمح مسمم.
[المصادر]
(١) ابن الأثير: القاهرة ١٢٨٥ - ١٢٨٧ هـ، الجزء الثانى، ص ٢٢٧ - ٢٣١.
(٢) ابن سعد: الطبقات الكبرى، طبعة H.Suchau, ليدن ١٩٠٥ - ١٩٤٠، الجزء الرابع/ ١، ص ١٠٥ - ١٣٨.
سعيد عبد المحسن [فيشيا فاجليرى Veccia Vaglieri]
عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز
عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز: استعمله سنة ١٢٦ هـ (٧٤٤ م) يزيد الثالث (ابن الوليد) على العراق، ولكن ما لبث شيوخ الشام أن تمردوا عليه ونقموا منه ما شعروا به من سوء معاملته لهم وإيثاره أهل العراق عليهم. ولما تولى مروان الثانى الحكم تحرك بالثورة عبد اللَّه بن معاوية الذى هو من ذرية جعفر أخى على بن أبى طالب وأضرمها فتنة فى الكوفة وذلك فى المحرم سنة ١٢٧ هـ (= اكتوبر ٧٤٤ م)، إلا أن عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز سرعان ما أخمدها فاضطر