السلطان الثامن والعشرون من سلاطين آل عثمان، وقد حكم من سنة ١٢٠٣ هـ (١٧٨٩ م) إلى سنة ١٢٢٢ هـ (١٨٠٧ م)؛ ولد فى السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة ١١٧٥ هـ (٢٤ ديسمبر سنة (١٧٦١ م)، وهو من أولاد السلطان مصطفى الثالث من "والده سلطان مهر شاه"(المتوفاة سنة ١٨٠٥؛ انظر سجل عثمانى جـ ١ ص ٣٨)، وارتقى سليم الثالث العرش فى الحادى عشر من رجب سنة ١٢٠٣ هـ (٧ أبريل سنة ١٧٨٩ م)، خلفًا لعمه عبد الحميد الأول الذى توفى فى ذلك اليوم؛ وقد امتاز عهد سليم بالحروب التى شنت على الدول الأوربية ولكن من جانب آخر بالفتن التى قامت فى داخل البلاد مما دل على ضعف الدولة العثمانية، وعرف أيضًا بالجهود المتصلة التى بذلها السلطان هو وعصبة من المستنيرين فى إعادة تنظيم السنن القديمة التى تأخذ بها الدولة مما أدى آخر الأمر إلى خلعه. وما إن اعتلى سليم الثالث العرش حتى واصل بهمة الحرب التى كانت ناشبة بين الترك وبين الروسيا والنمسا، إلا أن الترك منوا بالهزيمة فى البغدان (مولدافيا) عند فوكسانى على يد النمساويين أول أغسطس سنة ١٧٨٩) وخاصة عند مارتنسكى على نهر بوزه من أعمال "الأفلاق" على يد النمساويين والروس (٢٢ سبتمبر)، وهنا مات الصدر الأعظم جنازه حسن باشا (وكان قد حل محل قوجه يوسف باشا) وخلفه القبودان باشا جزائرلى حسن المشهور، واحتل النمساويون بوخارست فى ١٠ نوفمبر، على حين كانت بلغراد قد سقطت فى يدهم فى ٧ أكتوبر، وواصل الروس فى الوقت نفسه تحت إمرة بوتمكين فتوحاتهم فى بسّارابيا (وكانت مدينتا ختن وإكزاكوف قد سقطتا فعلًا)، واستولوا على "بندر"(١٥ نوفمبر)؛ وكانت المعاهدة التى عقدت مع السويد (١١ يولية) لمعاونة تركية ماديًا فى حربها مع روسيا قليلة الجدوى، ثم إن التقاليد كانت تحول بين سليم وبين الانضمام إلى صفوف الجيش، ومن ثم أصدر "خط شريف" دعا فيه المسلمين قاطبة إلى الجهاد،