(١٢) Reize naar Arabie: Niebuhr، أمستردام ١٧٨٠، جـ ٢، ص ١٠٧ وما بعدها.
صبحى [إيوار Cl. Huart]
[الشيرازى]
أبو إسحق إبراهيم بن على بن يوسف الفيروزآبادى، فقيه شافعى، ولد فى فيروز آباد سنة ٣٩٣ هـ (١٠٠٣ م)، وشخص إلى شيراز لدراسة الفقه سنة ٤١٠ هـ، ومنها إلى البصرة، وبلغ بغداد فى شهر شوال سنة ٤١٥ هـ (ديسمبر ١٠٢٤ م)، حيث أتم دراسة الأصول على أبى حاتم القزوينى (المتوفى سنة ٤٤٠ هـ)، والفروع على أبى الطيب الطبرى (المتوفى سنة ٤٥٠): وبدأ يدرس فى بغداد سنة ٤٣٠ هـ (١٠٣٨/ ٣٩ م). (السبكى، جـ ٣، ص ١٧٧)، وسرعان ما اشتهرت دروسه شهرة جعلت الطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامى يجلسون عند موطن قدميه: وقد ولى كثير من تلاميذه مناصب القضاء والوعظ فى شرقى دولة الخلافة؛ وفى سنة ٤٥٩ هـ (١٠٦٧ م) ناط به الوزير نظام الملك فتح أول مدرسة عامة أنشاها فى بغداد وهى المدرسة النظامية، ولكن الشيرازى تخلف عن الحضور فافتتحها ابن الصباغ؛ وهدد تلاميذه بالانصراف عنه إلى ابن الصباغ فقبل آخر الأمر. وظل يعلّم فيها حتى حضرته الوفاة (ابن الصابى فى ابن خلكان، جـ ١، ص ٣٤)؛ فلما اشتد النزاع بين أبى نصر بن القشيرى (المتوفى سنة ٥١٤ هـ) وحنابلة بغداد حول أقوال الأشعرى وبلغ الخلاف غايته حتى أريقت بسببه الدماء، تحمس الشيرازى فانضم إلى صفوف الأشعرية وأقنع الوزير بأن يسجن شيخ الحنابلة (ابن الأثير، جـ ١٠، ص ٧١، السبكى، جـ ٣، ص ٩٨ وما بعدها؛ جـ ٤، ص ٢٥١)، ومن الشواهد على علو مكانته، الرحلة التى قام بها إلى نيسابور فى مهمة عهد بها إليه الخليفة فى شهر ذى الحجة سنة ٤٧٥ هـ (مايو ١٠٣٨ م) وكانت هذه الرحلة أشبه بموكب من مواكب النصر، فقد خرج إمام الحرمين فى نيسابور لاستقباله وحمل عباءته، وقد جرت بينه وبين