العاصمة حتى سنة ٤٠٣ هـ حين استسلمت قرطبة يوم ٢٦ شوال، وهكذا كان دخول قوات البربر وما تلاه من التدمير والنهب يمثل النهاية الحقيقية لقرطبة الأموية، أما هشام فلم يقدر له أن يعيش طويلا ليرى خراب عاصمته فقد وثب عليه أحد أبناء المستعين سليمان فى ذى القعدة من سنة ٤٠٣ هـ (= مايو ١٠١٣ م) وقتله.
[المصادر]
(١) ابن عذارى: البيان المغرب ٢/ ٢٦٩ - ٣٢١, ٣/ ٣٨ - ٦٠.
(٢) ابن الخطيب: أعمال الأعمال.
(٣) المقرى: نفح الطيب.
(٤) دوزى: تار مسلمى الأندلس.
أيمن حسن حبشى [د. م. دنلوب D. M. Dunlop]
هشام المعتد باللَّه
هشام المعتد باللَّه أو هشام الثالث بن محمد بن عبد الملك بن عبد الملك بن عبد الرحمن الثالث آخر خلفاء قرطبة الأمويين ولد سنة ٣٦٤ هـ (= ٩٧٤ م) ويقال إنه هو الأخ الأكبر لعبد الرحمن الرابع المرتَضَى الذى يقال إنه رافقه فى هزيمته بغرناطة التى قُتل فيها الأخير (سنة ٤٠٨ هـ = ١٠١٨ م) ففر هشام إلى "قصر البنت" alpuente فى ولاية بلنسية حيث استقبله المولى العامرى عبد اللَّه بن قاسم الفهرى، ونادى به القرطبيون خليفة فى ربيع الثانى ٤١٨ هـ, وظل مقيما فى قصر البنت مدة جاوزت العامين ولم يدخل قرطبة رسميا إلّا فى ذى الحجة من سنة ٤٢٠ هـ (= ديسمبر ١٠٢٩ م) غير أن خلافة هشام الثالث سرعان ما ضج منها القرطبيون وكرهوها ويرجع السبب الرئيسى فى ذلك إلى وزيره الحكم بن سعيد القزّاز الوضيع الأصل بما اتخذه من إجراءات مالية استرضى بها البربر، وقد أدّت هذه المعارضة والكراهية من جانب القرطبيين له إلى الوثوب على الوزير البغيض وقتله كما تم خلع هشام المعتد باللَّه فى الوقت ذاته، وذلك فى ذى الحجة ٤٢٢ هـ, لكن لم يُعيَّن خليفة جديد هذه المرة، بل ألقيت مقاليد الأمور إلى مجلس مشورة برياسة أبى الحزم بن جوهر، وأذن للخليفة هشام بالانسحاب فمضى بقية