الحكم ومن بعده هارون لكن المهدى قرر قبل وفاته بقليل أن يجعل الخلافة لهارون ولم يكن موسى -بطبيعة الحال- راضيا عن هذا التغيير، وبعد وفاة المهدى فى سنة ١٦٩ هـ/ أغسطس ٧٨٥ م نصح يحيى بن خالد هارون بأن يتخلى عن الخلافة لأخيه موسى الذى تسمّى بالهادى، وتم هذا بالفعل، وفكر الهادى فى أن يجعل ابنه جعفر خليفة من بعده وأن ينحى هارون عن الخلافة تمامًا، فعارض يحيى ذلك بشدة فسجنه الهادى وظل فى السجن حتى مات الهادى فى ربيع الأول سنة ١٧٠ هـ/ سبتمبر ٧٨٦ م فلما تولى هارون الخلافة جعل من يحيى وزيره وخوّله كل الصلاحيات واستمر يحيى فى منصبه سبعة عشر عامًا. وفى نهاية شهر محرم أو بداية صفر سنة ١٨٧ هـ/ ٢٣ يناير سنة ٨٠٣ م أمر الخليفة -فجأة- بقتل جعفر بن يحيى دون محاكمة، وبعد ذلك مباشرة تم القبض على يحيى وبقية أبنائه وصودرت أموالهم، وظل يحيى سجينا حتى وافته منيته فى الثالث من محرم سنة ١٩٠ هـ/ ٢٩ نوفمبر ٨٠٥ م عن عمر يناهز السبعين عامًا.
[المصادر]
ابن خلكان: وفيات الأعيان، طبعة ١٨٣٥ - ١٨٥٠ م الطبرى، تاريخ الرسل والملوك طبعة Goeje
د. عبد الرحمن الشيخ [ك. ف. تسترشتين K. V. Zettersten]
[يحيى بن على]
يحيى بن على بن يحيى بن أبى منصور المنجّم وكنيته أبو أحمد. كان واحدًا من مشاهير منظرى الموسيقا الكلاسيكية (الموسيقا العربية القديمة)، وهو من عائلة متعلمة مولعة بالموسيقا وكان جده (توفى حوالى ٨٣١ م)، فلكيا مشهورًا فى بلاط الخليفة المأمون، وتوفى أبو يحيى سنة ٨٨٨ م وكان بارعا فى الموسيقا والغناء وتتلمذ على يد اسحق الموصلى وكتب كتابًا جعل عنوانه كتاب أخبار اسحق بن إبراهيم الموصلى، وكان محمد عم يحيى بارعا أيضًا فى نظريات الموسيقا. وقد ولد يحيى سنة ٨٥٦ م وعمل فى خدمة الموفق أخو الخليفة المعتمد، وقد أشاد مؤلفو كتب التراجم بعلمه ومعرفته بعلوم اليونان أو على حد تعبيرهم