يشبه فى أكثر من جانب من جوانب خلقه مولاى إسماعيل رأس هذا البيت. كما كان مثله فى اهتمامه بتشييد العمائر. وقد بنى فى فاس قصرًا يقول كتاب المسلمين إنه على غرار قصر إشبيلية، وشق طرقًا وشيد قناطر وغير ذلك، ووجه كل عنايته إلى إنهاض التعليم الإسلامى.
ولم يكن يحب قط أن يمنح الأوربيين امتيازات صناعية لأنه كان يخشى أن يستغلوا نفوذهم فينتهزوا أية فرصة تسنح لهم ويتغلغلوا فى داخل مراكش. وكان غيورًا على حقوقه وسلطانه. ومن هنا أجرى كل الإصلاحات والتحسينات باسم المخزن حتى ما نهض به الوسطاء من الأجانب، ولذلك كانت هذه الإصلاحات والتحسينات موقوته كما كان شأن القائمين بها.
وتوفى الحسن يوم الثلاثاء الموافق ٣ ذى الحجة عام ١٣١١ (٩ يونية عام ١٨٩٤) فى عودته من حملة شنَّها على بربر أطلس الكبرى. فخلفه ابنه السلطان عبد العزيز.
[المصادر]
(١) السلاوى: كتاب الاستقصا، القاهرة ١٣١٢ هـ، جـ ٤، ص ١٢٥ إلى آخر الكتاب.
(٢) Le maroc d'aujourd' hui: Aubin باريس ١٩٠٥ فى مواضع مختلفة منه.
خورشيد [كور A. Cour]
+ الحسن، مولاى أبو على: سلطان مراكش من سبتمبر سنة ١٨٧٣ إلى ٩ يونيه سنة ١٨٩٤، وهو ابن سيد محمد ابن عبد الرحمن، وقد خلف الحسن فى فى سن السابعة والثلاثين أباه سيدًا من غير أن ينازعه أحد السلطنة. على أنه ما إن تولى العرش حتى قامت الفتن فى عدة أماكن، فقد قامت فتنة فى آزمور تناهض واليها، وقامت فتنة أخرى فى مكناس انتقض فيها عم الحسن عليه مطالبًا بالسلطنة، وقامت فتنة ثالثة فى فاس حيث تمرد الصباغون مطالبين بإلغاء ضريبة فرضت عليهم. وبادر السلطان الحسن فأخمد هذه الفتن سريعًا دون أن يفرط فى القسوة على المنتقضين. وقضى فترة كبيرة من حكمه