أجازهم على مساعدتهم له، وحتى أقوش قد اعتذر وسرعان ما اختفوا ومات قابدجان فى عام ٧١٠ هـ/ ١٣١٠ م وقبض على اساندامور وألقى فى السجن فى نفس السنة وهرب كل من عاكوش وقاراسنقور فى بداية عام ٧١٢ هـ/ ١٣١٢ م إلى الخان أولد يوتو الذى قام بتجربة فاشلة بالنيابة عنهما فى الشام أما الناصر فعمل على زيادة ودعم مماليكه فى شوال من عام ٧٠٩ الموافق مارس ١٣١٠ م حيث كرس ٣٢ أميرًا، كما نفذ عملية صعبة وخطيرة بالنسبة للسلاطين الأوائل باستعاضة مماليكه الخاصة بأمراء محنكين فى الوظائف الكبرى، فوظيفة نائب السلطان فى مصر أعطيت لأرغون الناصرى فى جمادى الأولى من عام ٧١٢ هـ سبتمبر ١٣١٢ م بينما عين مماليك آخرون كتابخيز الحسامى الناصرى حاكمًا على دمشق فى الأشهر السابقة، وبعد عامين أمر بقية حكام سوريا أن يتصلوا بالسلطان فقط من خلال تانكيز. ولهذا كان هو فى الواقع الحاكم الفعلى للشام ومن أجل أن يدعم الناصر مركزه المالى أمر بإجراء "الروك" لولاياته، وأعاد تنظيم الضرائب عليها، وقادت عملية مسح إقليم سوريا إلى إجراء عملية "روك" عامة لأراضى مصر حيث استكملت فى عام ٧١٦ هـ/ ١٣١٦ م وأعقبتها عمليات مماثلة فى طرابلس ٧١٧ هـ/ ١٣١٧ م وجلب فى عام ٧٢٥ هـ/ ١٣٢٥ م.
وقد حج ثلاث مرات ٧١٢ هـ/١٣١٣ م، ٧١٩ هـ/ ١٣٢٠ م، ٧٣٢ هـ/ ١٣٣٢ م وأثبت وجود الطبقة السلطانية الوارثة بالرغم من منافسة الأمراء الباحثين عن السلطة أيام القلاوونيين الأخيرين.
[المصادر]
(١) ابن الداوادارى: كنز الدرر وجماع الغرر جـ ٨.
(٢) الشجاعى: تاريخ الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالح وأولاده، تحقيق بربارا شامز.