على أن الطريقة القديمة لرواية الحديث لم تكن دائمًا مرعية. وأصبح نسخ النصوص المكتوبة وجمعها هو الغالب فى نقل الحديث، وبطل استعمال التلقين الشفوى. وكانت الأحاديث تنسخ ويجاز تلقينها مبتدئة بالعبارة المألوفة "حدثنى" كما لو كانت قد رويت بالسماع من الشيخ. راجع ما كتب عن "الإجازة" فى الإسلام وما آل إليه أمرها فى (Goldziher: المصدر المذكور، جـ ٢، ص ١٨٨ - ١٩٣, A. sprenger فى - Morgenl Ge Zeitsch. der Deutsch sellsch, , جـ ١٠، س ٩ وما بعدها و W. AhIwardt فى der katal der. arab'Hss kgl. Bibliothek zu Berlin ٢, ص ٥٤, ٩٥).
وفى أول الأمر كانت بعض الأوساط تعتبر كتابة الحديث من المحظورات، ولا يوثق إلا بالأحاديث التى ظل يذكرها ويرويها رجال من العدول، ولم يكن يوثق بالنصوص التى تنسخ فى الغالب من غير عناية كافية أو من مصادر لا يعتمد عليها. ولهذا نجد ابن عساكر يقول:"اجعل همك طلب الحديث من الرجال أنفسهم لا من الكتب حتى لا يتطرق إلى الحديث ما فى الكتب من فساد"(٢٣) (انظر Goldziher: المصدر المذكور، جـ ٢، ص ٢٠٠)
ومع هذا فإن العلماء الذين نفروا من الأوراق والكتب يُذكرون دائمًا على أنهم استثناء لا غير. ويظهر أن السنة المألوفة كانت تدوين الحديث كتابة حتى فى أقدم الأزمنة. على أننا نسلم فى الوقت نفسه بأن الكتابة كانت وسيلة لا غير لمساعدة الذاكرة، وأن المعرفة الحقة كانت تحفظ فى القلب لا فى الورق. انظر التفصيلات الخاصة بتدوين الحديث فى Goldziher: المصدر المذكور، جـ ٢, ص ١٩٤, ٢٠٢ وله أيضًا فى Zeitschr. des Deutsch Mor-: Gesellsch genl. جـ ١, ص ١, ص ٤٧٥, ٤٨٩, جـ ٦١ ص ٨٦٢؛ Sprenger .A: المصدر المذكور، جـ ١، ص ١ وما بعدها، وما كتبه أيضًا فى - Asiat. Soceity of Bengal Journ. of the جـ ٢٥, ص ٣٠٣, ٣٢٩.
[المصادر]
إلى جانب الكتب والرسائل المذكورة فى صلب المادة:(١) البخارى - Les tradi