حفظ لنا الواقدى منها شيئا قليلا. وعلى الرغم مما يقال من أن النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] شارك فى حرب الفجار إلا أن التفاصيل تختلف فيما بينها، فيقول البعض إنه ساهم فى القتال فى "شمطة" حيث هزمت قريش وتثنى الأغانى على شجاعته فى هذا اليوم، على حين يقول البعض الآخر إنه كان يجمع النبال لأعمامه، ولكن يستفاد من أيام العرب أنه لم يشترك فى الفجار من أعمامه سوى الزبير.
ولقد اندلعت حرب الفجار هذه فى الموسم الذى تزدهر فيه الحركة التجارية وكان الغرض الأساسى منها هو السيطرة على طريق التجارة فى نجد، وقد عظم شأن قريش من حرب "الفجار" هذه، حيث أخذت تزود حلفاءها بالسلاح، كما يلاحظ أن خصومهم من أهل ثقيف وبنى نصر بن معاوية أبدوا أشد أنواع المقاومة ولكن أنهكهم طول الصراع.
[المصادر]
(١) سيرة ابن هشام: ص ١١٧ - ١١٩.
(٢) ابن سعد: جزء ص ٨٠ - ٨٢
(٣) الطبقات الكبرى، ليدن ١٩٠٥ - ١٩٤٠.
(٤) كتاب الأغانى جزء ١٩ ص ٧٣ - ٨٢.
(٥) اليعقوبى: جزء ١ ص ١٤
أمل رواش [ج. و. فوك J.W. Fuck]
[فخ]
فخ موضع قرب مكة يعرف الآن بالشهداء، وتقول إحدى الروايات الموغلة فى القدم إن رهطا من الصحابة وفيهم عبد اللَّه بن الخليفة عمر بن الخطاب قد دفنوا به، وجرت العادة على إقامة احتفال يوم الرابع عشر من صفر من كل عام تمجيدا لمن قتلوا فى هذا الموضع، ويبلغون المائة فعرفوا بالشهداء وذلك فى معركة تعرف بيوم فخ يوم الثامن من ذى الحجة ١٦٩ هـ (١١ يونيو ٧٨٦ م). ويحتفظ الشيعة بذكريات كثيرة عن هذه المعركة التى أسفرت عن خاتمة مأساوية لثورة علوية بدأت فى المدينة واستمرت أقل من أربعين يوما واعتبرت أكبر مذبحة بعد مذبحة كربلاء، فيذكر اليعقوبى أنه بعد اعتلاء الهادى الخلافة تجددت