مولانا شاه محمود بن شاه ولى الله ابن عبد الرحمن العمَرى نسبة إلى الخليفة عمر بن الخطاب، ولد عام ١١٦٣ هـ (١٧٥٠ م) بدهلى فى أسرة من أعظم أسر الهند الإسلامية سمعة فى التقوى والعلم، عرفت بهما منذ القرن الثامن عشر، وأخرجت طائفة من
أئمة العلماء حتى قيام حركة العصيان (انظر صديق حسن خان: إتحاف النبلاء، كاونبور ١٢٨٨ هـ، ص ٢٩٦ وما بعدها؛ Journal and Proceedings of the Asiatic Society of Bengal، جـ ١٣، ص ٣١٠. وقد درس رفيع الدين الحديث فى الهند على أبيه الذى كان أكبر محدث فى عصره.
فلما توفى أبوه سنة ١١٧٦ كفله أخوه الأكبر شاه عبد العزيز (١١٥٩ - ١٢٣٩ هـ = ١٧٤٦ - ١٨٢٣ م) وأتم عليه دراسة العلوم المألوفة فى ذلك العصر، وأظهر ميلا خاصا للحديث والكلام والأصول. فلما بلغ العشرين بدأ حياته العلمية مفتيا ومدرسا، ثم خلف أخاه وشيخه فى هذين المنصبين، وكان أخوه هذا قد فقد بصره فى شيخوخته وتدهورت صحته، ثم توفى
فى السادس من شوال سنة ١٢٣٣ (٩ أغسطس ١٨١٨) بالغا من العمر سبعين سنة قمرية، ودفن فى مقبرة الأسرة فى ظاهر مدينه دهلى.
وكتب رفيعى نحوا من عشرين مؤلفا معظمها بالعربية والفارسية وأقلها بالأردية، وقد كانت حصافة آرائه وجزالة أسلوبه وإحكامه موضع الثناء.
ونذكر من كتبه:
بالأردية:(١) ترجمة للقرآن أثبتها بين سطوره، والتزم فيها الدقة والأمانة، وكان هو وأخوه عبد القادر رائدين فى هذا الباب، وإن كان عملهما هذا قد تيسر عليهما إلى حد كبير بفضل ترجمة أبيهما شاه ولى الله للقرآن إلى الفارسية، (عنوان هذه الترجمة "فتح الرحمن فى ترجمة القرآن"). وقد ظهرت الطبعة الأولى من ترجمة شاه رفيع الدين للقرآن فى كلكته ١٢٥٤ هـ (١٨٣٨ - ١٨٣٩)، كما ظهرت طبعة أخرى منها سنة ١٢٦٦ هـ (١٨٤٩ - ١٨٥٠ م)، وانظر عن بعض طبعاتها الكثيرة منذ