للانقطاع إلى ما فيه خير الناس وتعليمهم. وتوفى السمهودى فى يوم الخميس الثامن عشر من ذى القعدة سنة ٩١١ هـ ودفن فى مقبرة البقيع بين قبرى سيدنا إبراهيم والإمام مالك.
وأهم كتبه الكثيرة؛ التى ألفها أثناء إقامته فى المدينة كتابه فى "تاريخ المدينة"، وكان قد وضع له خطبة واسعة وسماه "الوفا بأخبار دار المصطفى"، ونزل على رغبة أحد الأولياء فوضع لهذا المصنف مخصرًا سماه "وفاء الوفا" أتمه فى الرابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ٨٨٦, وكان يحمله معه عندما أتت الحريق على مكتبته فى المدينة، وكان هذا التوفيق السبب فى انقاذ أهم محتوياته؛ ووضع فيما بعد ملخصًا لهذا المختصر، أتمه حسبما جاء فى بعض المخطوطات والنسختين المطبوعتين (بولاق ١٢٨٥ هـ ومكة ١٣١٦ هـ)، سنة ٨٩٣ هـ، وأطلق عليه اسم خلاصة الوفاء، وقد غدا هذا المصنف عمدتنا فى استقاء المعلومات عن تاريخ المدينة وخطتها وعما يتصل بزيارة قبر الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] وقد ألف السمهودى علاوة على ذلك عددًا من المصنفات الأخرى ذكر منها بروكلمان تسعة فى GA.L، وأضاف إليها من ترجموا له من المصنفين المسلمين عددًا آخر لعله فقد؛ ويشمل هذا العدد كتبًا فى النحو والحديث وعلم الكلام والفقه ومناسك الحج، ويجدر بنا أن نوجه النظر بصفة خاصة إلى مجموعة فتاويه وقد جمعها فى مجلد واحد حوى جميع فروع الفقه، ويبدو أنها تتضمن تلك المناقشات العقيمة التى كانت هى الموضوع المفضل عند المؤلفين العرب فى تلك الأيام.
[المصادر]
(١) السنا الباهر، ملحق المتحف البريطاني ٦٨٤، ١٦٦، الورقة ١٩٣.
(٢)"خلاصة الوفاء"، بولاق ١٢٨٥ ومكة ١٣١٦ هـ.
(٣) Geschichte der stadt Medina nanch samhudi: Wustenfeld، كوتنكن ١٨٨٠. (ترجمة موجزة "للخلاصة")
(٤) DieGeschichtsschreiber der Araber und ithre werke: Wustenfeld، ص ٥٠٧