للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقد ظلت عملتهم حتى أيام الظاهر، بل للخليفة الذى تلاه تحمل اسم الخليفة الفاطمى، وليس من المستبعد أن الهجمات التى كان يشنها أهل صقلية على الحدود البيزنطية كانت تلقى دعما من الخلفاء الفاطميين بالقاهرة لأن الإمبراطور البيزنطى رومانوس أرجيروس طلب من الخليفة الفاطمى الظاهر عدم مساعدة صاحب صقلية فى حملاته ضد البيزنطيين، ولم يهتم الفاطميون بالغزو النورمانى لصقلية وظلت العلاقات مع روجر الثانى طيبة رغم هذا الغزو فيما عدا سنوات ١١٥٣ و ١١٥٥ و ١١٦٩ و ١١٧٤ م التى شهدت غارات بحرية نورمانية ضد تونس ودمياط والإسكندرية.

[العلاقات مع الإمبراطورية البيزنطية]

كان مضمون الدعاية الفاطمية أثناء الفترة الأفريقية (قبل فتح مصر) هو حقهم فى السيادة على العالم كله كحق مقدس لهم لذا فقد دعوا إلى القضاء على حكم أمويىّ الأندلس، وعباسيىّ بغداد وأباطرة بيزنطة، ومع هذا فقد رأينا -فيما سبق- علاقتهم بالبيزنطيين إذ استقبل المعز عدة مبعوثين منهم، أما فى مصر فقد استقبل المعز قبيل موته سفارة من يوحنا (جون) تزيمسكاس John Tzimiscs, وحاول العزيز الحصول على حلب وفشل لكن العزيز حصل عليها من الإمبراطور بازل الثانى ووعد العزيز بعدم مقاطعة التجارة البيزنطية فى مقابل أن يذكر اسمه فى خطبة مسجد القسطنطينية (أبو المحاسن القاهرة، جـ ٤، ص ١٥١ - ١٥٢) وكان العزيز يعد حملة كبيرة ضد البيزنطيين لكنه مات أثناء خروج الحملة.

وقد استمرت الأعمال العدائية فى شمال سوريا فى فترة خلافة الحاكم وغالبا ما كانت تلقى دعما من الإمبراطور البيزنطى إلّا أنه فى سنة ٣٩١ هـ/ ١٠٠١ وقعت هدنة مدتها عشر سنوات، وقد أدى تحطيم كنيسة القيامة بأمر الحاكم أن ساءت العلاقة إلّا أن محاولة جرت للتوفيق سنة ٤١٢ هـ/ ١٠٢١ م قبيل وفاة الحاكم. وفى عهد الظاهر أعيد ترميم كنيسة القيامة وإصلاحها، وفى بداية عهد المستنصر