رفضت أن تحذو حذوه. وإن أدت تحالفات أتابك الموصل بدر الدين لؤلؤ مع المغول إلى سقوط أربيل. ولقد أدى سقوط بغداد إلى تشريد سكان شهرزور، وغادر سكانها الأكراد، وفقا لقول ابن فضل اللَّه العمرى، إلى سوريا ومصر. ونجد صدى لهذه الأحداث فى ظهور قبيلتين كرديتين فى الجزائر، وهما قبيلتى لاوين وبابين.
وعند عودته إلى آذربيجان، ارتحل هولاكو إلى سوريا سنة ٦٥٧ هـ/ ١٢٥٩ م. وفى إقليم الهكاريين، وضع المغول السيف فى كل من وجدوه هناك من الأكراد.
ولقد استولى المغول بالتوالى على مدن: الجزيرة، وديار بكر، وميافارقين، وماردين. وبعد موت الأتابك بدر الدين لؤلؤ، الذى ظل مخلصا لهولاكو، ذهب ابنه صالح إلى جانب بيبرس، سلطان مصر، وتسلم موافقة منه بولايته. وانقض الأكراد حول الموصل فى الحال على المسيحيين. وكانت حامية الموصل تتألف من الأكراد والتركمان، الذين قاوموا المغول ببسالة.
وفى سوريا أيضًا ألقى الأكراد بثقلهم مع المماليك. وفى خطاب لبيبرس أرسله للخان بيرك، نجده يفاخر بعدد قواته التى تتألف من الأترك والأكراد والعرب. وفى عهد أبقا، يخبرنا المؤرخ هايتون الأرمنى كيف أن الأكراد قد استولوا على ٥٠٠٠ بيت من بيوت أكراد شمال سوريا بعد دخول القوات المصرية.
لكن بعد هزيمة المغول سنة ٦٨٠ هـ/ ١٢٨١ م، قامت مجموعة من القوات المسلمة المحاربة، مؤلفة من تركمانيين وأكراد بتخريب إقليم قليقية. ومن الحالات النادرة التى وجد الأكراد فيها يتحالفون مع المغول تلك التى كانت فى فارس. وتحت قيادة أولجايتو كان هنالك عدد من الأكراد بين القوات التى غزت جيلان سنة ٧٠٦ هـ/ ١٣٠٦ م. وبعد ذلك بقليل، قتل أولجايتو موسى الكودى الذى أعلن نفسه مهدى الشيعة المنتظر. وفى سنة ٧١٢ هـ/ ١٣١٢ م قاوم بدر الدين حاكم الرحبة المغول.