وعلى الرغم من أن كافور كان فى هذه الآونة يجمع فى يده كل السلطة التنفيذية إلا أنه وجد أن الأجدى عليه هو أن يتخذ من البيت الإخشيدى واجهة يعمل من خلفها، وظل على هذا المنوال حتى كانت سنة ٣٣٥ هـ (٩٦٦ م) حين مات على، فجاهر كافور بأنه هو وحده صاحب الأمر والنهى فى مصر، وقد زكاه فى هذا البيان أن الشخص الذى كان متوقعا أن يلى الحكم وهو أحمد بن علىّ كان طفلًا حَدثًا، كما أنه حصل على عهد بولاية مصر من خليفة بغداد، وقد حل اسم كافور منذ ذلك الحين محل أسماء الأخشيديين فى خُطْبة الجمعة بمصر أى منذ الحادى والعشرين من جمادى الأولى ٣٥٧ هـ (٢٣ إبريل ٩٦٨ م). وكان لقبه الرسمى هو "الأستاذ" ولكن ليس هناك شاهد على أن وضعه السياسى الرفيع قد أباح له أن يضرب اسمه على العملة.
على أن أهمية كافور الكبرى فى التاريخ الإسلامى تتركز فى نجاحه فى أنه استطاع -خلال الأعوام الثانية والعشرين من حكمه- أن يحافظ على وجود البيت الإخشيدى فى مواجهة الأخطار الخارجية (ممثلة فى الفاطميين والقرامطة والنوبة والحمدانيين)، وأمكنه التغلب على كل هذه الأخطار رغم الاضطرابات السياسية الداخلية (مثل فتنة غلبون سنة ٣٣٥ - ٣٣٦ هـ (٩٤٧ - ٩٤٨ م) وكحركة أنوجور الانقلابية الفاشلة سنة ٣٤٣ هـ (٩٥٤ م) وانتشار الدعوة الإسماعيلية الهدامة، هذا إلى جانب الانتكاسات الحادة التى أثرت فى الحياة الاقتصادية بالفسطاط مثل الحريق الذى التهم حى العمل سنة ٣٤٣ هـ والزلزال العنيف الذى ضرب مصر فى العام التالى (٣٤٤ هـ) والمجاعات المتكررة التى أصابت البلاد، وارتفاع أثمان الطعام ارتفاعًا فاحشًا، والفتن الأهلية التى أخذ بعضها بِعُجُز البعض الآخر فى سنوات ٣٣٨, ٣٤١, ٣٤٣, ٣٥٢, ٣٥٧ (٩٤٩, ٩٥٢, ٩٥٥, ٩٦٣, ٩٦٨)، على أن إجراءاته الحربية والدبلوماسية الفعالة