فى يوليو ١٠٩٩ م، ولماذا سمح لنفسه أن يفاجأ ويضرب خارج عسقلان فى معركة سبقها استيلاء الصليبيين على مدن عدة بما فيها يافا. أحقا كان قد استولى على القدس بنيّة الاحتفاظ بها؟
وأعقب ذلك فى ٤٩٤ هـ/ ١١٠٠ - ١١٠١ م استولى الصليبيون على حيفا وأرسوف وقيصارية، وفى ٤٩٧ هـ/ ١١٠٤ م استولوا على عكا، ولم يحل تدخل القوات المصرية دون سقوط طرابلس التى استنجدت بهم فى آخر سنة ٥٠٣ هـ/ ١١٠٩ م ولا سقوط بيروت وصيدا فى سنة ٥٠٤ هـ/ ١١١٠ م ولا سقوط صور سنة ٥١٨ هـ/ ١١٢٤ م ومن الأمور الصحيحة أن حاكم صور كان قد وقع معاهدة مع أمير دمشق، ولم يستطع الصليبيون حتى سنة ٥١٧ هـ/ ١١١٨ م التقدم إلى أبعد من الفرما، ومضى وقت قبل أن يركز الصليبيون جهودهم لمهاجمة مصر وأعدوا حملة قوية لمهاجمة عسقلان، فقام الوزير المصرى ابن سلار بالتفاوض مع نور الدين أمير حلب فى سنة ٥٤٥ هـ/ ١١٥٠ م وشن الأسطول المصرى هجوما قويا على الموانئ التى يحتلها الصليبيون. وفى ٥٤٨ هـ/ ١١٥٣ م استولى الصليبيون على عسقلان بعد معركة دموية رهيبة.
وقام الوزير طلائع بن رزيق بإرسال حملات ضد الصليبيين أحرزت نصرا قرب غزة وفى الخليل سنة ٥٥٣ هـ/ ١١٥٨ م لكن ذلك لم يكن مجديا كثيرا لأن نور الدين لم يكن مطمئنا إلى شن حملات مشتركة بسبب عدم استقرار الأحوال فى القاهرة.
وقتل طلائع بتحريض من العاضد سنة ٥٥٦ هـ/ ١١٦١ م وخلفه فى الوزارة ابنه الذى لاقى مصير أبيه نفسه سنة ٥٥٨ هـ/ ١١٦٣، وأدّى الصراع على منصب الوزارة فى مصر بين شاور وضرغام إلى تدهور الأحوال فى مصر وتدهور مشروعات التعاون مع نور الدين فى الشام لمواجهة الصليبيين، وقد طرد ضرغام شاور، فلجأ هذا الأخير إلى نور الدين وحرضه على فتح مصر فأرسل نور الدين جيشا