فقد بلغ هؤلاء الإسكندرية، ولكن المأمون ردهم على أعقابهم.
وأدى انقسام النزارية فى عهد الآمر إلى تهديد مصر، وهو ذلك الانقسام الذى أفقد الفاطميين تأييد الفريق الأكبر من الإسماعيلية المشتتين. واضطر المأمون إلى اتخاذ إجراءات أمن مستعيناً بالشرطة ليمنع تسلل عمالهم، وقامت مظاهرة كبيرة فى القاهرة فى شوال سنة ٥١٦ هـ (١١٢٢ م) لإعلان بطلان مطالب النزارية وأحقية فرع المستعلى فى ولاية الخلافة. وصدرت وثيقة فى هذه المناسبة بقيت بعنوان "الهداية الآمريّة" (طبعة A.A.A. Fayzee، أوكسفورد سنة ١٩٣٨).
وفى سنة ٥٢٤ هـ (١١٣٠ م) ولد للآمر وريث اسمه الطيّب، على أن مصيره يغشاه الغموض. وفى اليوم الثانى من ذى القعدة سنة ٥٢٤ (٨ أكتوبر ١١٣٠) اغتال النزارية الخليفة وأعقب ذلك عهد انقلاب فى الحكم.
المصادر:
(١) ابن مُيَسيَّر: أخبار مصر، طبعة - Mas se ص ٤٢ - ٤٣، ٥٦ - ٧٤ (وبعض الفقرات المفقودة فى المخطوط الناقص قد بقيت فى الفصل الذى كتبه النويرى عن الفاطميين).
(٢) ابن الأثير، الفهرس.
(٣) ابن خلكان، الرقمان ٧٥٣، ٢٨٠ (ترجمة ده سلان، جـ ٣، ص ٤٥٥).
(٤) أبو الفداء، طبعة Reiske - Adler الفهرس.
(٥) ابن خلدون: العبر، جـ ٤، ص ٦٨ - ٧١.
(٦) ابن تغرى بردى، جـ ٢، ص ٣٢٦ - ٣٩١. وفى مواضع مختلفة.