الأيوبيين فى حلب ودمشق (حكم من ٦٣٤ هـ - ٦٥٨ هـ/ ١٢٣٦ - ١٢٦٠ م) ولد فى عام (٦٢٧ هـ/ ١٢٣٠ م)، وولى العرش طفلًا نظرًا لوفاة أبيه العزيز محمد المفاجئة، وكانت مدة حكمه الطويلة مضطربة وذات طابع مأساوى، ومات فى عام (٦٥٨ هـ/ ١٦٢٠ م) أسيرًا لدى المغول، ومرت فترة حكمه بثلاث مراحل:
الأولى: فترة وصاية جدته ضيفة خاتون من عام (٦٣٤ - ٦٤٠ هـ/ إلى ١٢٣٦ - ١٢٤٢ م).
الثانية: فترة نفوذ الأمير شمس الدين لؤلؤ المينى من (٦٤٠ - ٨ هـ/ ١٢٤٢ - ٥١ م).
الثالثة: فترة استقلاله الكامل فى الحكم ٦٤٨ - ٥٨ هـ/ ١٢٥١ - ١٢٦٠ م.
والمرحلتان الأوليان كانتا ناجحتين، وفى نجاحهما اتسعت أملاكه حتى أنه فى عام ٦٤٨ هـ/ ١٢٥٠ م حكم معظم سوريا وديار مضر، ولكن هذه الإنجازات ضاعت فى عقده الأخير من الحكم عندها ظهر المغول فى سوريا، فكانت أملاكه على حافة الهاوية.
وأثبتت ضيفة خاتون أنها وصية قوية ومؤثرة، وبلغت مبلغًا أكثر مما بلغته شجرة الدر، وكان شغلها الشاغل هو الحفَّاظ على حلب فى فترة الفوضى التى تبعت موت الملك الكامل، فتحالفت قبل وفاة الأخير مع الملك أشرف موسى حاكم دمشق وسلاجقة الروم، كما حاربت توسعات أتابك الموصل بدر الدين لؤلؤ، وقاومت تخريب عصابات فرق الخوارزميين وفلول جيش جلال الدين منجيورنو.
ولكن آمال ضيفة خاتون ضاعت بموتها فى عام (٦٤٠ هـ/ ١٢٤٢ م) بعد أن صانت إرث أولادها فتحالفات سلاجقة الروم بحلب وتدهورت بسبب المغول الذين كانوا فى كوس داغ Kose Dagh عام (٦٤١ هـ/ ١٢٤٣ م) ووصلت غارات المغول إلى أطراف شمال سوريا، وخلال سبع السنوات التالية توترت العلاقات مع الملك الصالح أيوب حاكم مضر الذى كانت طموحاته لا تصل إلى دمشق فحسب بل الجزيرة فى العراق كذلك، ولهذا تحالف الأمير شمس الدين لؤلؤ مع حكام حمص فدمشق وحتى الفرنجة ولكن تشتت شمل الصليبيين