بالوحى الأصلى الذى نزل على محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-]، وثمة مصاحف أخرى ارتبطت بعدد من الصحابة يقال إنها انتعشت فى الكوفة والبصرة والشام. وتتحدث المصادر أحيانا عن قراءات مختلفة بل وتتحدث أحيانا عن اختلاف المصاحف وقد عد ابن النديم عناوين أحد عشر عملا فى هذا المجال الأخير (اختلاف المصاحف) منها كتاب اختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق لابن عامر اليحصبى (المتوفى ١١٨ هـ/ ٧٣٦ م) وكتاب اختلاف مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة، للكسائى (توفى ١٨٩ هـ/ ٨٠٥ م) وكتاب اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام فى المصاحف لأبى زكريا الفراء (توفى ٢٠٧ هـ/ ٨٢٢ م) وكتاب اختلاف المصاحف وجامع القراءات للمدائنى (توفى حوالى ٢٣١ هـ/ ٨٤٥ م) بالإضافة إلى ثلاثة كتب تحمل جميعا عنوان: المصاحف لابن أبى داود (المتوفى ٣١٦ هـ/ ٩٢٨ م) وابن الأنبارى (المتوفى ٣٢٨ هـ/ ٩٣٩ م) وابن أشته الأصفهانى (المتوفى ٣٦٠ هـ/ ٩٧٠ م) وقد فقدت معظم هذه الكتب وكان الكتابان الأخيران فيما يبدو هما أكمل هذه الكتب جميعا، وكانا يحظيان بتقدير من العلماء والدارسين أكثر من غيرهما. أما الكتاب الموجز والباكر نسبيا الذى ألفه ابن أبى داود المحدث الشهير (أى أبو داود أحد جامعى الكتب الستة الصحاح) فقد نشره وحققه الباحث المستشرق جفرى A.Jeffery ويضم هذا البحث بضعة آلاف اختلاف جمعها المؤلف من أكثر من ثلاثين مصدرا تضم ما كتبه المفسرون التقليديون كالطبرى والزمخشرى والبيضاوى والرازى وأعمالا مختلفة فى القراءات والشواذ وغريب القرآن ونحو القرآن. . إلخ ويضم المعانى الذى ألفه الفراء (المتوفى ٢٠٧ هـ/ ٨٢٢ م) والمختصر الذى ألفه ابن خالويه (المتوفى ٣٧٠ هـ/ ٩٧٩ م) والمحتسب لابن جنى (المتوفى ٣٩٢ هـ/ ١٠٠٢ م) وتفيد التعليقات التى أوردها الطبرى (المتوفى ٣١١ هـ/ ٩٢٣ م) عن الاختلافات فى الآية ١٠٦ فى سورة المؤمنون {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا