عرب العصور الوسطى. وقد ضمنه المؤلف ملاحظاته أثناء وجوده بمالطة وألم فيه بجغرافيتها وسكانها ومناخها وفنها ولا سيما الموسيقى والغناء والعمارة وما بها من الكنائس. وكان يرفق ذلك فى بعض الأحيان ببيانات احصائية ومقارنات.
أما كتابه الثالث فهو "كشف المخبأ - عن فنون أوروبا" وهو الجزء التالى لكتابه "الواسطة" ويتضمن ملاحظاته فى أوروبا وتعرض فيه لأحداث تاريخية ككلامه عن نابليون وجان دارك وغيرهم من المشهورين وضمنه أيضا آراءه عن مظاهر الحضارة فى لندن وباريس ونظم الحكومات المختلفة وآراءه عن الدين.
أما عن الشدياق اللغوى فنشير إلى محاوراته مع بعض البارزين أمثال يحيى الأسير (١٨١٥ - ١٨٩٠ م) والأحدب (١٨٢٦ - ١٨٩١) ونبيه اليازجى وابنه إبراهيم (١٨٢٧ - ١٩٠٦ م) وبطرس البستانى (١٨١٩ - ١٨٨٣ م) وأديب اسحق (١٨٥٦ - ١٨٨٦ م). ويشير فى المقدمة الطويلة التى وضعها للجاسوس على القاموس إلى ما يعتور المعاجم العربية من نقص ويبين ذلك النقص، ويوضح الأخطاء الرئيسية التى وقع فيها أصحاب هذه المعاجم ثم يورد نقدا لاذعا للفيروزبادى وللبستانى فى محاولته تقليد الفيروزبادى محلّلا الأربعة والعشرين مغمزا التى وجدها فى قاموس الفيروزبادى، وعلى الرغم من أهمية هذا الكتاب إلا أنه لم يجد الاهتمام اللائق به إذا ما قورن بما لقيه كتاب "سر الليال فى القلب والابدال" الذى طبع الجزء الأول منه سنة ١٨٨٤ م، أما الثانى فيظهر أنه لا يزال مخطوطا ويدرس المؤلف فى هذا الكتاب الأفعال والأسماء شائعة الاستعمال ويرتبها حسب نطقها وأصولها، ويوضح الفروق الجزئية التى تختص بها.
وللشدياق ديوان يحتوى على اثنين وعشرين ألف بيت يسير فيها على النمط التقليدى. أما كتابه "كنز الرغائب" الذى يقع فى سبعة مجلدات فقد جمع فيه خلاصة مطالعاته ورحلاته وترجماته وأخبار علاقاته الشخصية فهو بذلك مزيج من الأخلاقيات وعلم الاجتماع والسياسة والأدب والمحاورات