عبد المؤمن فشرح له المهدى بن تومرت العقيدة شرحا حاز إعجابه كما أخذه إلى قبيلته "هرغة" وضمه إلى "مجلس العشرة" ممن اختارهم. وأظهر عبد المؤمن حماسة عظيمة لآراء ابن تومرت فأكرمه أكثر أعضائها نشاطا واسمه "أبو حفص عمر الهنتاتى" الذى نودى به بعد ثلاث سنوات من موت المهدى خليفة له سنة ٥٢٧ هـ (= ١١٣٣ م) وبايعته "رعيته" الجديدة، وحينذاك بذل قصارى جهده للقضاء على المرابطين الذين كانت قوتهم قد تضعضعت وسارت خطته فى هذه الناحية فى مراحل ثلاث أولاها السعى لضم كل مراكش إلى الموحدين وذلك بضمه "سوس" و"درعة" والاستيلاء على سلسلة الحصون والقلاع المحيطة بجبال أطلس ومنع وصول أحد ما إلى مراكش، ثم تابع زحفه فاستولى على "دمنات" وأدى ذلك إلى نجاحه فى بسط نفوذه على نواحى أطلس الوسطى وبعض الواحات فى سنتى ٥٣٤ هـ - ٥٣٥ هـ (١١٤٠ م - ١١٤١ م). ولازم النصر الموحدين بانضمام قبائل وادى لاو "وبادس ونكور ومليلة إليهم.
ثم كانت المرحلة الثانية من خطة عبد المؤمن وهى الانتقال من حرب المناوشات والكمائن إلى الحرب السافرة الواسعة ضد المرابطين وساعده على ذلك موت أمير المرابطين على بن يوسف بن تاشفين سنة ٥٣٧ هـ تاركا لابنه تاشفين عرشا مزعزعا ونزاعا صريحا بين لمتونة ومسوفة، كما ساعده موت واحد من أكبر أنصار المرابطين وهو قائد القوات النصرانية" "الروبو تاير" فى معركة له مع الموحدين سنة ٥٣٩ هـ (= ١١٤٥ م) شرقى مراكش كذلك كان انضمام زناته إلى دعاة فكرة "التوحيد" من عوامل نجاح الموحدين. وتحاربت جيوش عبد المؤمن وتاشفين عند تلمسان وانهزم تاشفين وفر إلى وهران فسقط فى هروبه من فوق ظهر جواده ومات سنة ٥٣٩ هـ فتم للمرابطين الاستيلاء على "وجده" ثم "آجرسيف" وتلا ذلك سقوط عاصمة شمال مراكش سنة ٥٤٠ هـ (= ١١٤٦ م) بعد حصار دام تسعة أشهر، وأعقب ذلك الاستيلاء على