الله: اسم للألوهية التى تعترف بها الديانات الثلاث الكبرى، اليهودية والمسيحية والإسلام، والله فى الإسلام لفظ قرآنى عربى، يرجح أنه لا يرجع إلى أصل آرامى، وقد وصف الله جل وعلا فى الإسلام بالصفات التى تعرف بالأسماء الحسنى. ومنها: الملك، القدوس، السلام , المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، الغفار، القهار، السميع، البصير، الخبير، الصمد، القادر، الرزاق، الظاهر، إلى آخر صفات الكمال، وهى أسماء مختلفة لحقيقة واحدة، ثابتة فى القرآن الكريم. وقد استعملت التوراة أسماء مختلفة للدلالة على الذات الإلهية، أشهرها كلمة "يهواه" التى عدل عنها تعظيما وإجلالا واستبدل بها كلمة "أدوناى" بمعنى "مولاى". وأعظم الأسماء الحسنى التى وردت فى التوراة كلمة "الوهيم" ومعناها "الوه" .. وكذلك وردت كلمة "ال" فى العهد القديم اسما للذات الإلهية. وهى فى الأعم الأغلب مركبة مع كلمة أخرى مثل "اليشع". وتدل فكرة الألوهية بوجه عام على الموجود اللامتناهى، الخير المطلق، الخالق، العليم القدير. والعقل البشرى بقواه الذاتية يستطيع أن يثبت وجود الله عن طريق الاستدلال المنطقى من ناحية، وتأمل مخلوقات الله من ناحية أخرى، وقد أقام فلاسفة الدين، وخاصة توما الأكوينى، عدة براهين لإثبات وجود الله تتلخص فى خمسة، وهذه البراهين لها أصول عند أرسطو، ولكن القصد عندهما يختلف اختلافا جوهريا، ويسمى، الدليل الأول "دليل الحركة" وينتهى إلى ضرورة وجود محرك أول لا يتحرك، هذا المحرك الذى لا يتحرك هو الله، ويقوم الدليل الثانى على أن الموجود المتحرك يحتاج إلى علة فاعل، وينتهى إلى أن الله هو العلة الأولى، ويعتمد الدليل الثالث على فكرة الواجب والممكن والممتنع ويخلص إلى أن الله واجب الوجود. أما الدليل الرابع فيعتمد على فكرة الغائية، وأن نظام الطبيعة يقتضى موجودا عاقلا يوجه الأشياء إلى غايتها، وكذلك يؤدى العقل إلى وصف الذات الإلهية بعدة صفات، سلبية تنفى عنه مالا يليق به من ناحية الكمال المطلق وثبوتية تعتبر من مظاهر هذا الكمال، فهو ليس بجسم ولا هو مركب، بل وجوده عن ذاته، وبذا تسقط فكرة وحدة الوجود، وصفاته الثبوتية ضربان، أحدهما يعبر عن الذات من حيث هى مثل الكمال المطلق والخير المحصن والوجود اللامتناهى، وأنه واحد، لا شريك له، والآخر يعبر عن صلة الله بمخلوقاته كالعلم والقدرة والعدل، وهى تختلف عن صفات المخلوقات المماثلة أشد الإختلاف، أى أن الله ليس مصدر النظام وكفى، ولا مصدر الحركة الأولى وكفى، ولكن الله خالق كل شيء، و "هو بكل خلق عليم" ليس له مثيل فى الحسن ولا فى الضمير، بل له "المثل الأعلى" و "ليس كمثله شيء". [الموسوعة العربية الميسرة الطبعة الأولى. القاهرة. مادة الله] [د. خلف عبد العظيم الميرى]