للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

١٠٩؛ سورة النحل، الآية ٣٨؛ سورة فاطر، الآية ٤٢) ويجعلون له نصيبا من الحرث والأنعام مميزًا عن أنصبة الآلهة الأخرى (سورة الأنعام، الآية ١٣٨,١٣٩ *) وكانوا يقولون إن الله لم يحرم عليهم قط أن يشركوا به، (سورة الأنعام، الآية ١٤٨؛ سورة النحل، الآية ٣٥) (١)، وكانوا يقولون أيضًا بوجود آلهة أخرى تخضع لله انصرفوا إلى عبادتها فى حمية وحماسة.

وليس (٢) من السهل دائمًا أن نميز بين آرائهم وبين تفسير محمد - صلى الله عليه وسلم - لهذه الآراء، وبخاصة بين الألفاظ التى استعملوها هم، والألفاظ التى استعملها هو. ومما لا شك فيه أنهم اعتبروا بعض الآلهة بنات لله (٣) (سورة الأنعام، الآية ١٠٠؛ سورة النحل، الآية ٥٧؛ سورة الصافات الآية ١٤٩؛ سورة النجم، الآية ٢١)؛ مثل اللات والعزى ومناة أو منات. (انظر سورة النجم، الآية ١٩, ٢٠). وذهب البعض إلى أن اللات (٤) تحريف لكلمة "اللهَ". وجعلوا لله بنين أيضًا (سورة الأنعام، الآية ١٠٠)، على أننا لا نستطيع أن نقول أكان أهل مكة قد أطلقوا على هؤلاء الآلهة لفظ "شركاء" (٥)، وربما كانت تسميتهم لهم "بالملائكة"


(١) ورد فى الأصل أنها سورة الصافات الآية ١٦٨ وهو خطأ صوابه ما أثبتناه لأنه لا يوجد فى سورة الصافات آية بهذا المعنى وهو موجود فى سورة النحل آية ٣٥.
المحرر
(٢) لا يخفى على القارئ أن الكاتب جرى على أن القرآن من عمل محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا الأساس تقوم بحوثه، ويعوزها التثبت والإنصاف.
جاد المولى
(٣) لم يرد أن العرب جعلوا آلهتهم بنات الله، وما جاء فى القرآن إنما هو عن زعمهم أن الملائكة بنات لله. وأما الرد على من جعل لله البنين فإن المقصود به النصارى وبعض فرق اليهود.
(٤) هذه الدعوى خاطئة من جهة النقل. فإن الذى فى كتب التفسير عند قوله تعالى {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ... } أنهم اشتقوا "اللات" من "الله". وفى تفسير سورة النجم: "اللات" مؤنث "الله". على أن هذه الأقوال ضعيفة. والذى رواه البخارى عن ابن عباس " أن اللات كان رجلا يلت السويق للحاج".
محمد حامد الفقى
(٥) القرآن صريح فى أن المشركين أطلقوا على الأصنام اسم الشركاء لله تعالى فقد جاء فى سورة الأنعام الآية ١٣٦" {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} ومن هذا يتجلى أن الكاتب لم يقف على ما جاء فى القرآن فدراسته ناقصة.
جاد المولى