جزيرة طريف في رمضان سنة ٩١ هـ (يولية سنة ٧١٠ م). وشجع نجاح الغارة التي قام بها طريف، طارقًا نائب موسى بن نصير، على الاستعداد للحرب بقوة هجومية مكونة من ٧.٠٠٠ رجل وطدت أقدامها على أرض الأندلس قرب جبل طارق بمساعدة أسطول الكونت بوليان الصغير في شهر رجب أو شعبان من سنة ٩٢ هـ (أبريل- مايو سنة ٧١١ م).
ووقعت المعركة الحاسمة بين قوة المسلمين المهاجمة والجيوش النظامية [. . .](*) القوط الغربيين بعد بضعة أسابيع، [. . . .](*) ٢٨ رمضان سنة ٩٢ هـ (١٩ يولية سنة ٧١١ م) في وادي لكه (وادي بربط) وانتهت بكارثة القوط الغربيين الذين اضطربوا وولوا فرارًا، بينما قرر طارق أن يزحف إلى الإمام. وسقطت مدن المملكة القوطية واحدة إثر أخرى: فقرطبة استولى عليها عتيق يدعى مغيثا في مستهل عام ٩٣ هـ (أكتوبر سنة ٧١١ م) وسقطت طليطلة دون مقاومة. ولما كان موسى بن نصير تواقًا ألا يدع طارقا ينفرد وحده لكل المجد الذي يضفيه الفتح. فإنَّه دخل أسيانيا بعد ذلك بوقت قصير في رمضان عام ٩٣ هـ (يولية سنة ٧١٢ م) على رأس قوة من ١٨.٠٠٠ رجل أغلبهم من العرب، واستولى على أشبيليه ثم ماردة في شوال سنة ٩٤ هـ (يونية- يوليه ٧١٣) والتقى موسى بطارق عند طليطلة، ومن هناك زحف ليحتل سرقسطة. وفي ذلك الوقت تلقى أمر الخليفة الوليد بالعودة مع طارق إلى الشَّام، فغادرا أسبانيا التي كانت قد فتحت كلها تقريبًا ولم يعودا إليها قط.
٢ - تاريخ الأندلس حتى استعادة المروانين للخلافة: ليس من شك في أن شخوص موسى بن نصير إلى الشرق يفتح فترة تبوأ فيها عدد من الولاة الواحد بعد الآخر مناصب حكام البلد الذي فتح حديثًا وخولوا من قبل حكومة دمشق سلطات يباشرونها أو تولوا مناصب نواب للوالي بالاسم في القيروان، وهي فترة يكتنفها الظلام إلى أقصى حد، بعثت فيها المنافسة بين العشائر العربية في أسبانيا، وأدت إلى أعظم بلبلة سياسية وتميزت فحسب