منهم بمعزل عن الإِسلام، -إلى حين- وكانوا أحيانا مصدر تعب للنبي [- صلى الله عليه وسلم -] وكذلك حيادهم في جهاده الدينى وغير ذلك (*)، ولكنهم اعتنقوا جميعًا الإِسلام بالتدريج، بل اعتنقته الأسر اليهودية التي كانت مندمجة فيهم سياسيا.
ولما توفي النبي محمَّد [- صلى الله عليه وسلم -] وكاد انتخاب خليفة له يفضى إلى إراقة الدماء، ساعد الأوس على انتخاب أبي بكر.
ديانتهم: كانوا أيام الجاهلية يعبدون مناة أكبر آلهتهم. وقد حدث قبيل الهجرة تجديد في الديانة الوثنية أدخله أبو عامر الراهب الذي لم يقنع بزعامة "أوس الله" في القتال، وقد قوى شأنه في الأوس وفي بني عمرو بن عوف ولكنه لم يستطع الثبات أمام قوة الإسلام. وشهدت أوس الله أبا عامر حانقا ثابتا في معاداته لمحمد [- صلى الله عليه وسلم -]، حتى أنه ذهب إلى مكة الوثنية مع خمسين من قبيلته. وظل أتباعه المخلصون في المدينة على اتصال به سرا في المسائل الدينية، ولكنهم لم يجرؤوا على اللحاق به، كما كان يرجو ذلك بعد هزيمة المسلمين في جبل أحد. وكان أبو عامر عند ذاك يحارب في صفوف أهل مكة، ويظهر أنهم [في بادئ الأمر] رضوا بقبول الإِسلام مصطبغا بتعاليم أبي عامر، ولكن النبي محمدا [- صلى الله عليه وسلم -] أبي عليهم ذلك أو أن يعتزلوا ويتعبدوا في مسجد خاص بهم، ومن ثم حسنت عقيدتهم الإِسلامية منذئذ.
المصادر:
(١) السمهودى: خلاصة الوفاء، ترجمة فستنفلد Ge.schichte de Stadt Medina der Ab- Gottinger Gesellsch. d. Wissensch hanandl . جـ ٩.
(٢) وأكبر مرجع هو: Welihausen Medina vor Skizzen and Vorarbeiten) dens Islam عدد ٤ , ص ٣ - ٦٣).