يحكمون همذان إلى حملة إبراهيم ينال سنة ٤٣٥ هـ. وربما كان بابا طاهر معاصرا لابن سينا الذي توفي في همدان سنة ٤٢٨ هـ (١٠٣٧ م) ولكن الأساطير التي تذهب إلى أنه حضر إعدام الصوفى "عين القضاة الهمذانى" سنة ٥٣٣ هـ وأنه كان معاصرا لنصير الدين الطوسي المتوفى سنة ٦٧٢ هـ، وهي من وحى الخيال لا غير.
وتلقب المصادر بابا طاهر أحيانا بالهمذانى (انظر المخطوط العربي رقم ١٩٠٣ بالمكتبة الأهلية بباريس، سرانجام ... وإلخ) وأحيانا تلقبه باللورى. وهذا اللقب الأخير يبعث فينا شيئًا من الدهشة، فهو يجعلنا نتساءل: هل له معنى آخر غير إبراز نسبة الشاعر إلى بلاد اللور (لورستان)؟ ولا شك في أنه يحسن بنا أن نتذكر أن الصلات كانت في القرن الحادي عشر وثيقة جدا بين همذان ولورستان، وربما عاش الشاعر مقسما حياته بينهما. وفي خُرمَّ آباد حي سمى باسم بابا طاهر (انظر Geogr. Journ: Edmonds يونية سنة ١٩٢٢، ص ٤٤٣). ومما له دلالة خاصة ما ورد في معتقدات "أهل الحق" مما يجعل لبابا طاهر صلة بلورستان. وفي رباعيات بابا طاهر يرد كثيرا اسم جبل ألوند الذي يشرف على مدينة همذان الديوان رقم ٢٠٠، ١٠٢، ٢٧٤) , وقبر بابا طاهر قائم على تل صغير في الشمال الغربي من المدينة في حي "بن بازار"، وإلى جانبه قبر فاطمة المخلصة وقبر ميرزا على نقى كوثرى (القرن الحادي عشر)، والضريح حقير البناء ولا قيمة له، وورد ذكره في نزهة القلوب (٧٤٠ هـ = ١٣٤٠ م؛ سلسلة كب التذكارية، ص ٧٥، ورسمة في Ma-: Minorsky teriaux - طبعة موسكو، سنة ١٩١١ م، ص ١١؛ انظر أيضا Williams Jakson في: - Avisit to the Tomb of baba Tahir at Ham .adan: A Volume presented to E.G Browne طبعة كمبردج، سنة ١٩٢٢ م، ص ٢٥٧ - ٢٦٠).
والحكايات التي يسمعها المرء في مازندران عن صلة بابا طاهر بهذا الإقليم لا أساس لها من الصحة وربما كانت قد جلبها أولئك الذين هاجروا من