(الطبري، جـ ١، ص ٥٩٧، ٦٤٢ - ٦٧٤)، وذكر حمزة في كتاب سير الملوك (ص ٣٥) أن كيكاوس هو الذي بني برج بابل. وروى أن رستم البطل المعروف كان يقيم في بابل.
وقد عرف العرب شيئًا عن ذهاب الإسكندر إلى بابل، وما رووه عن هذا الأمر أقرب إلى الحقائق التاريخية وإن كان مستقى من قصة الإسكندر كما نقلت إلى اللغة السريانية. ويذكر الطبري (جـ ١، ص ٨١٣) أنه أخذ في هذا عن روايات النصارى، وما روى عن قتل الإسكندر لدار ابن دارا وعن إقامة الإسكندر ببابل يمكن أن نرده أيضًا إلى مصدر ساسانى، أي إلى قصة الإسكندر في اللغة الفهلوية المنقولة عن السريانية، ونجد هذه الرواية أيضًا في كتاب سير الملوك لحمزة (ص ٤٠) وفي كتاب الإصطخري (ص ١٤٥). والأخبار الخاصة بذهاب بني أرسك إلى بابل وما روى عن قيام القديس توما بالدعوة فيها أصلها سريانى أيضًا (الطبري، جـ ١، ص ٧٠٢ وما بعدها، ص ٧٣٨) أما الأخبار التي ذكرت أن بابل كانت ملكا للساسانيين فإنا نجد أصلها في "خداى نامه"(الطبري، جـ ١، ص ٨١٣؛ الإصطخري، ص ١٤٥؛ المسعودى: كتاب التنبيه، ص ١٤٥، ١٥٠؛ مروج الذهب، ف ٧) ونجد في الإصطخري (ص ١٤٥) الملاحظة التاريخية الوحيدة المبتكرة حين يذكر أن الساسانيين ومن بعدهم العرب اتخذوا بابل مقرًا لهم لموقعها بالنسبة للإمبراطورية الرومانية ولأنها في وسط العالم الإِسلامي.
ويطلق العرب أيضًا اسم بابل على المدينة والإقليم. وقد سماها الفرس والنبط بابَيل (المسعودى: كتاب التنبيه، ص ٣٥) أو بافيل أو بابلون كما ذكر ياقوت (جـ ٣، ص ٦٣٠) ويقول المسعودى في المصدر المذكور إن الكلدانيين كانوا يسمونها خُنيرَث، وذكر البكرى هذا أيضًا. أما الحمدانى فقال إنهم كانوا يسمونها خَيتارَث. ويظهر أن الفرس كانوا قد أطلقوا اسم بابل على الإقليم الرابع مرادفًا لاسم إيرانشهر. ويقول ابن خرداذبه إن بابل قلب إيرانشهر وقلب العالم (انظر أيضا الطبري، جـ ١، ص ٢٢٩، الإصطخري، ص ١٠). وإقليم بابل أوسط الأقاليم، ولهذا كان أشرفها (ابن الفقيه، ص ٦؛ ابن رسته، ص ١٥٢؛ المسعودى: كتاب التنبيه، ص ٦). ويصف المسعودى في