وليس من المستحيل أن يكون الترك أنفسهم قد خلطوا بالفعل بين كلمة "بادشاه"(باشا) وبين كلمة "باصقاق" التي ترادف الكلمة المغولية "دارغه". وقد ذهبنا إلى هذا الرأى حتى قبل أن نرى تعليقات شيفر Schefer وطبعة هكلويت Hakluyt . ويمكننا أن نلاحظ أن لقب باشا. وهو لم يرد في المصادر الفارسية كما يقول محمَّد القزوينى، أطلق إما على أهل الأناضول الخاضعين بالفعل أو بالاسم للمغول أو على عمال المغول الإيلخانية، مثل وإلى بغداد الذي أسلفنا ذكره (انظر ما ورد في "بزم ورزم" لعزيز بن أردشير الأستراباذى عن بيسر على باشا، طبعة كوبريلى: ص ٢٨٢٩، ص ٨). ومما يسهل علينا تفسير هذا الخلط ورود كلمة "باصقاق" وإن كانت لا ترد إلا نادرًا (الجويني: تأريخ جهان كشا، ١٢٦٠ هـ" طبعة محمَّد قزوينى، جـ ٢، ص ٨٣، تعليق رقم ٩؛ وفي هذه الفقرة إشارة إلى عامل خوارزمى كان موجودا سنة ٦٠٩ أي قبل الفتح المغولى).
ويمكننا أن نفترض أنه لولا التأثير الذي حدث من خلط لقب "باصقاق" ولقب باشا لما كان لهذا اللقب الأخير الأهمية التي أصبحت له.
لقب باشا عند الترك:
ينبغي ألا نخلط بين هذا اللقب -أي باشا- ولقب باشا الذي تحدثنا عنه، أو بينه وبين النطق العربي أو الشرقي القديم للقب باشا. وكان لقب باشا يستعمل بعد اسم العلم ويطلق على الجند وصغار الضباط وبخاصة الإنكشارية، ويظهر أنه أطلق أيضًا على وجوه الأقاليم (Thesaurus: Meninski. جـ ١، عمود ٢٩٤، ٦٦٢، فصل ١٨؛ Onomasticon، عمود ٤٢٧؛ ومادة باشا في Viguier Elements de la `d'Herbelot Jangue Turque سنة ١٧٩٠ ص ٢١٨، ٣٢٧، ٣٠٩؛ Zenker ص ١٦٤، عمود ٢، ومن الراجح أن يكون قد أخذ عن- Voy anges: De La Mottraye Meninski, سنة ١٧٢٧، جـ ١، ص ١٨٠، تعليق؛ أوليا جلبى، جـ ٥، ص ٢١٦، ١٠٧: نعيما،