وهدد الرسول كعبًا فقدم آخر الأمر إلى المدينة يائسًا وقدم نفسه بين يدي النب [- صلى الله عليه وسلم -] الذي كان وقتذاك جالسًا في المسجد بعد صلاة الصبح يحيط به صحابته. ونجح كعب في نوال العفو من النبي [- صلى الله عليه وسلم -]، واعترافًا بجميل النبي [- صلى الله عليه وسلم -] تلا كعب جهرة قصيدته المشهورة التي أشار فيها بكرم المحسن إليه. وسر النبي [- صلى الله عليه وسلم -] أعظم السرور بالقصيدة وخلع على الشاعر "بردته". ومن ثم أطلق على القصيدة في كثير من الأحوال "قصيدة البردة".
القصيدة في ٥٨ بيتًا، وفيها نفس الخصائص العامة التي نجدها في مألوف قصائد الشعراء الجاهليين. وقد كتبت شروح عدة على هذه القصيدة، ونشرت القصيدة أول ما نشرت على يد لتّ lette في ليدن سنة ١٧٤٠, ثم نشرها فريتاغ Freytag مع ترجمة لاتينية في هال Halle سنة ١٨٢٣, كما نشرها نولدكه في كتابه (The Noeldeke -Delectus Veterum Carminum Arabicnr um, برلين سنة ١٨٩٠، ص ١١٠ وما بعدها). ونشرها باسيه Basset مع ترجمة فرنسية وشرحين (الجزائر سنة ١٩١٠) ونجد ترجمة إنكليزية لها في كتاب نيكلسون) Trans-: Nickolson lations of Eastern Poetry and prose كمبردج سنة ١٩٢٢).
وثمة أيضًا ترجمة إيطالية لها بقلم كابرييلى (Gabrieli .G، فلورنسة سنة ١٩٠١)، وترجمة ألمانية بقلم ريشر (Rescher .O، إستانبول سنة ١٩٥٠).
وقد ألهمت قصيدة كعب شاعرًا آخر فنظم في مدح الرسول [- صلى الله عليه وسلم -] قصيدة مشهورة أخرى هي "قصيدة البردة"، وهذا الشاعر هو البوصيرى.
المصادر:
(١) ابن هشام، ص ٦٧ وما بعدها، ٨٨٧ - ٨٩٣ A.Guillaume =): The Life of Mohammad، أكسفورد، سنة ١٩٥٥، ص ٥٩٧ وما بعدها، وترجمة weil, جـ ٢، ص ٢٥٥ وما بعدها).
(٢) ابن قتيبة: الشعر، طبعة ده غويه؛ وطبعة أحمد محمد شاكر القاهرة سنة ١٣٦٤ هـ، ص ١٠٤ - ١٠٧.