الأخص، مجموعة الرسائل الكبرى جـ ١، ص ٣٨٧ وما بعدها).
وقد هاجم ابن تيمية بقلمه ولسانه كل الفرق الإِسلامية كالخوارج والمرجئة والرافضة والقدرية والمعتزلة والجهمية والكرامية والأشعرية وغيرها (رسالة الفرقان ومجموعة الرسائل الكبرى, جـ ١، ص ٢) وقال إن عقائد الأشعرى ما هي إلا مزيج من آراء الجهمية والنجارية والضرارية وغيرها، وكان يعارض بنوع خاص تفسير القدر، وأسماء الله الحسنى والأحكام، وانفاذ الوعيد إلى غير ذلك (الكتاب المذكور، جـ ١، ص ٧٧، ص ٤٤٥ وما بعدها).
وكان يخالف أئمة الفقهاء في مسائل كثيرة، مثال ذلك:
١ - كان يرفض العمل بالتحليل الذي تستطيع به امرأة طلقت طلاقا بائنًا أن تتزوج مرة أخرى من زوجها بعد أن يعقد لها على رجل آخر "محلل" على أن يطلقها هذا الرجل بعد ذلك مباشرة.
٢ - هجر المرأة أثناء الطمث باطل.
٣ - المكوس التي لم يرد بها نص في القرآن مقبولة والذي يدفعها يعفى من الزكاة.
٤ - ليس من الزندقة أو المروق أن ترى رأيا مخالفا للإجماع.
وطعن كذلك على الرجال الذين يعدّون حجة في الإِسلام، وهاجم الغزالي بشدة. كما هاجم محيى الدين بن عربى وعمر بن الفارض والصوفية بوجه عام. أما فيما يختص بالأول فقد طعن في آرائه الفلسفية التي ضمنها كتابيه:"المنقذ من الضلال"، و"إحياء علوم الدين" الذي يحوى عددًا كبيرًا من الأحاديث غير الموثوق بها، فقال:"المتكلمون والصوفية في واد واحد"، وحارب في حماسة بالغة الفلسفة اليونانية ومنتحليها من المسلمين، وعلى الأخص ابن سينا وابن سبعين: ألا تؤدى الفلسفة إلى الكفر؟ ألم تكن في الأغلب مصدر الفرق المختلفة التي نشأت في صدر الإسلام؟
ولما كان الإِسلام قد جاء ليحل محل اليهودية والمسيحية، فمن الطبيعى أن